تعيش مدينة صفرو، ابتداء من 19 يونيو وإلى غاية 22 منه، على إيقاع الدورة 94 لمهرجان "حب الملوك"، الذي دأبت المدينة على تنظيمه سنويا للاحتفاء بهذه الفاكهة المميزة ولتفعيل الحركية الثقافية والسياحية والاقتصادية بالمدينة. وتعتبر دورة هذه السنة الثانية بعد تصنيف المهرجان كتراث ثقافي لا مادي للإنسانية لدى منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو). وتعرف هذه التظاهرة الثقافية والفنية، التي يتم تنظيمها في إطار مقاربة تشاركية تساهم فيها العديد من الفعاليات سواء بالمدينة أو الإقليم، تنظيم مجموعة من الأنشطة والمبادرات الفنية والثقافية والرياضية، إلى جانب عقد ندوات ولقاءات ينشطها مجموعة من الباحثين والأساتذة الجامعيين. وعلى غرار الدورات السابقة، سيتميز مهرجان "حب الملوك"، الذي تأسس سنة 1918 ويعد بحق عميد المهرجانات المغربية، باختيار ملكة حب الملوك ووصيفاتها وكذا بطواف المشاعل بمشاركة الفرق النحاسية ونوادي الكشفية. ويتضمن برنامج المهرجان، الذي تنظمه "جمعية حب الملوك"، بشراكة مع المجلس البلدي لمدينة صفرو وعدة فعاليات أخرى، إحياء سهرات فنية يشارك فيها فنانون ومجموعات محلية ووطنية، إلى جانب تنظيم معارض لمنتوجات الصناعة التقليدية وللتراث الثقافي اللامادي وللكتب وفقرات تنشيطية للأطفال وغيرها. كما سيستمتع زوار مدينة صفرو، طيلة أيام المهرجان، بعروض للفروسية "التبوريدة"، وسهرات موسيقية تحييها فرق ومجموعات محلية ووطنية، بالإضافة إلى تنظيم معارض فنية وأنشطة رياضية وثقافية متنوعة. ويشكل الحفل الكبير لتتويج ملكة حب الملوك، والاستعراض الرسمي لموكب الملكة، أحد أبرز وأقوى فقرات هذا الحدث الثقافي والفني باعتباره يعرف متابعة كبيرة من طرف المواطنين والزوار. وموازاة مع هذه الأنشطة سيتم تنظيم دوريات رياضية في الرماية والقنص والكرة الحديدية، مع إقامة مسابقات رياضة وثقافية وعدة أنشطة متنوعة. يشار إلى أن مهرجان "حب الملوك" لمدينة صفرو تم تصنيفه ضمن لائحة التراث الثقافي اللامادي للإنسانية من طرف منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) خلال اجتماع اللجنة الوزارية للمحافظة على التراث الثقافي اللامادي للإنسانية بباريس سنة 2012. وجاء تصنيف مهرجان "حب الملوك" بصفرو ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي اللامادي للإنسانية لينضاف إلى كل من ساحة جامع الفنا بمراكش، وموسم طانطان، وفن الصقارة والطعامة المتوسطية بشفشاون. ودأب المهرجان على استقطاب العديد من الزوار الذين جعلوه موعدا سنويا للتعرف على الإمكانيات والمؤهلات السياحية لإقليم صفرو، وكذا لتتبع فقرات وأنشطة ثقافية وفنية تمتح من الموروث الثقافي المحلي.