أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أمس الجمعة، وقف جميع الاتصالات مع إسرائيل، إلى حين التزام الأخيرة بإلغاء الإجراءات المتخذة مؤخرا بالمسجد الأقصى. ورفض عباس، في كلمة له بثها، مساء أمس ، التلفزيون الفلسطيني، تثبيت الحكومة الإسرائيلية لبوابات إلكترونية عند أبواب المسجد الأقصى. وقال "نرفض البوابات الالكترونية كونها إجراءات سياسية مغلفة بغلاف أمني وهمي، تهدف إلى فرض السيطرة على المسجد الأقصى، والتهرّب من عملية السلام واستحقاقاتها". ووجّه عباس نداء للفصائل الفلسطينية، وخصوصا حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، ل "توحيد الصف والبوصلة نحو الأقصى". كما طالب الحركة بحلّ اللجنة الإدارية التابعة لها في قطاع غزة، وتمكين حكومة الوفاق الوطني من العمل هناك، والذهاب إلى انتخابات وطنية شاملة. وأكد، في كلمته التي ألقاها عقب اجتماع للقيادة الفلسطينية، بمقر الرئاسة برام الله، وسط الضفة الغربية، الاستمرار في "تقديم ما يساعد في صمود القدس، وتخصيص 25 مليون دولار لدعمه". وفي سياق متصل، طالب الرئيس الفلسطيني منظمة الأممالمتحدة بتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني. رد حماس واعتبرت حركة "حماس"، مساء أمس الجمعة، أن تصريحات الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بشأن تجميد الاتصالات مع إسرائيل على خلفية أحداث القدس، "بلا معنى بدون إطلاق يد المقاومة ووقف التنسيق الأمني". وقال المتحدث باسم الحركة، سامي أبو زهري، في تغريدة على حسابه بموقع "تويتر"، إن "تصريحات عباس، لن يكون لها معنى إلا برفع العقوبات عن غزة، ووقف التنسيق الأمني، وإطلاق يد المقاومة في وجه الاحتلال الإسرائيلي". و"التنسيق الأمني"، بين الأجهزة الأمنية الفلسطينية والإسرائيلية، هو أحد بنود اتفاق أوسلو، الموقع بين منظمة التحرير وإسرائيل عام 1993، وينص على تبادل المعلومات بين الأمن الفلسطيني وإسرائيل. جدير بالذكر أن الرئيس الفلسطيني يرفض فكرة المقاومة المسلحة ضد الاحتلال الإسرائيلي، ويعتبر أن المفاوضات والخيارات السياسية الحل الأمثل لإنهاء احتلال الأراضي الفلسطينية. القسام تهدد وقالت كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة "حماس"، أمس الجمعة، إن "تجرؤ العدو (إسرائيل) على الأقصى وحربه ضد القدس، سيحرك الجمر تحت الرماد وسيشعل انتفاضة القدس". جاء ذلك في تغريدة نشرها أبو عبيدة، المتحدث باسم "القسام"، عبر حسابه على "تويتر". ولفت أبو عبيدة، إلى أن "صدى" الممارسات الإسرائيلية تجاه الأقصى والقدس "سيقض مضاجع قادة العدو وسيفجر بطولات متجددة بإذن الله". تهديدات "القسام" تأتي في وقت شهدت فيه القدس وكافة المدن الفلسطينية الرئيسية الأخرى، أمس الجمعة، مظاهرات نصرة للمسجد الأقصى، تخللتها مواجهات مع قوات الأمن الإسرائيلية أسفرت عن مقتل 3 فلسطينيين وإصابة المئات. وتأتي تلك المظاهرات على خلفية إغلاق إسرائيل المسجد الأقصى، الجمعة الماضية، ومنع أداء الصلاة فيه، عقب هجوم أدى إلى مقتل 3 فلسطينيين وشرطيين إسرائيليين اثنين. ورغم أن إسرائيل أعادت فتح المسجد جزئيًا، الأحد الماضي، إلا أنها اشترطت على المصلين الدخول عبر بوابات الفحص الإلكترونية، وهو ما رفضه الفلسطينيون الذين يحتجون في مدينة القدس منذ ذلك اليوم على تلك البوابات، ويصرون على إزالتها، مشددين أنها محاولة من إسرائيل لفرض سيادتها على "الأقصى".