شهدت فعاليات معرض غوانجو الدولي للصناعة السياحية أمس تنظيم ورشة تم خلالها استعراض المؤهلات السياحية التي يزخر بها المغرب ومميزات سلوك السائح الصيني ومتطلباته. وقدم بعض الخبراء الصينيين خلال هذه الورشة، التي نظمها المكتب الوطني للسياحة، عروضا عرفوا فيها بالمنتوجات السياحية التي تجلب السائح الصيني واهتماماته، مثل المدن التاريخية والسياحة الصحراوية وسياحة التبضع، فضلا عن توفير شروط الراحة والاستجمام. وقدم الخبراء معلومات ونصائح للمهنيين المغاربة المشاركين في معرض غوانجو الدولي للصناعة السياحية، الذي اختتم فعالياته أمس، حول سبل التعاطي مع السوق الصينية وطرق استقبال السائح الصيني. كما شهدت هذه الورشة، التي حضرها حوالي 70 من ممثلي وكالات الأسفار الصينية وعدد من وسائل الإعلام المتخصص، التعرف على خطوط الطيران الدولية التي يمكن استخدامها للسفر إلى الوجهة المغربية. وتم أيضا التذكير بقرار الملك محمد السادس، خلال زيارته الأخيرة للصين، بإلغاء التأشيرة لفائدة المواطنين الصينيين، مما نتج عنه تزايد ملحوظ في تدفقات السياح الصينيين، علاوة على أجواء الأمن والاستقرار التي تنعم بها المملكة. وأجرى المهنيون المغاربة، خلال هذه الورشة لقاءات مباشرة مع نظرائهم الصينيين، جرى التعرف خلالها على الإمكانيات الهائلة للاستثمار، باعتبار أن السوق الصينية من بين الأسواق الصاعدة، ضمن رؤية 2020، حيث تحتل الصين مكانة خاصة في هذه الرؤية. كما تبين الاهتمام الذي يحظى به المغرب من قبل وكالات الأسفار الصينية، باعتباره سوقا جديدا بالنسبة للسياح الصينيين. وقد شهدت الدورة الحادية عشرة لمعرض غوانجو الدولي للصناعة السياحية، مشاركة غير مسبوقة للمهنيين المغاربة، حيث ناهز عددهم الخمسة عشرة وكالة أسفار، من بين 10 آلاف عارض، جاؤوا من أهم البلدان السياحية. ويعد معرض غوانجو الدولي للصناعة السياحية، الذي تنظمه مقاطعة غوانغ دونغ بدعم من وزارة السياحة الصينية، من بين أهم المعارض التي تنظم على مستوى جنوب شرق آسيا، لكون المقاطعة من بين المناطق المصدرة للسياحة الراقية في العالم، بالنظر لمستوى معيشة السكان وتفضيلهم السفر إلى المناطق السياحية البعيدة. ومقاطعة غوانغ دونغ هي القلب الصناعي النابض للصين، كما تعرف بكونها من أكبر المراكز التجارية في العالم ونقطة جذب لكبريات الشركات التجارية العالمية ولشركات الطيران الدولية، التي تربطها بمختلف مناطق العالم. وتعد المقاطعة القاطرة التي قادت سياسة الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية والانفتاح في الصين، عندما اختارتها الحكومة المركزية في مطلع ثمانينيات القرن الماضي، لتكون أول منطقة اقتصادية خاصة في البلاد. وتجدر الإشارة إلى أن الصين هي ثاني أكبر سوق سياحي في العالم بعد الولاياتالمتحدة، حيث بلغ عدد السياح الصينيين إلى الخارج، العام الماضي 113 مليون سائح، أنفقوا خلال تنقلاتهم ما مجموعه 120 مليار دولار. وكان الرئيس المدير التنفيذي لمجلس السفر والسياحة العالمية، ديفيد سكووسيل قد توقع العام الماضي، أن تنمو السياحة الصينية بنسبة 7 في المائة سنويا، خلال السنوات العشر المقبلة، على أن تفوق في ذلك الولاياتالمتحدة بحلول عام 2023.