شبّه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تصدي الشعب للمحاولة الانقلابية الفاشلة في 15 يوليوز العام الماضي، بانتصار الجيش العثماني على قوات التحالف الغازية في معركة جناق قلعة عام 1915، إبان الحرب العالمية الأولى (1914 – 1918). وأوضح أردوغان أن تظاهرات "صون الديمقراطية" ستتواصل في عموم تركيا حتى الساعة 12:00 من مساء الأحد 16 يوليو، وقد تطول أكثر. جاء ذلك في كلمة بالمجمع الرئاسي اليوم الخميس خلال برنامج لتخليد ذكرى "شهداء 15 تموز". وستنزل الجماهير إلى الساحات والشوارع ليلة بعد غد السبت في الولايات ال 81، في فعالية "صون الديمقراطية"، تلبية لدعوة الرئيس رجب طيب أردوغان، بحسب وسائل إعلام محلية رسمية. واعتبر أردوغان التصدي للمحاولة الانقلابية بمنزلة "جناق قلعة جديدة". وحقق الجيش العثماني في 1915 انتصار كبيرا على تحالف ضم قوات بريطانية وفرنسية ونيوزلندية وأسترالية، حاولت احتلال إسطنبول عاصمة الدولة العثمانية آنذاك، وباءت المحاولة بالفشل، وخلفت المعركة استشهاد 250 ألفا من الجنود العثمانيين، ومقتل ما يعادلهم من قوات التحالف. ولفت إلى أن الشعب الذي عانى على مدار أعوام طويلة الانقلابات والتدخلات في الحياة السياسية وقوى الوصاية، انتفض في 15 تموز وقال كلمته، وأسهم في إحباط المحاولة الانقلابية. وأكد أردوغان أن الشعب التركي لن يسمح بعد الآن لمنظمات مثل غولن، تقوم باستغلال المشاعر الدينية والمؤسسات التعليمية، أن تنشط في البلاد. وأردف: "لن ننسى ولن نسمح بنسيان خيانة منظمة فتح الله غولن، ومنفذي الانقلاب الفاشل وداعميه. يسألنا الغرب أين وثائقكم؟ هل هناك أوضح من وثيقة 250 شهيدا وألفين و193 مصابا". وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول منتصف يوليو الماضي، محاولة انقلاب فاشلة نفذتها عناصر محدودة من الجيش تتبع منظمة "فتح الله غولن"، وحاولت خلالها السيطرة على مفاصل الدولة ومؤسساتها الأمنية والإعلامية. وقوبلت المحاولة الانقلابية باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات التركية، إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن، ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب، وأسهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي. جدير بالذكر أن عناصر منظمة "فتح الله غولن" قاموا منذ أعوام طويلة بالتغلغل في أجهزة الدولة، لا سيما في الشرطة والقضاء والجيش والمؤسسات التعليمية بهدف السيطرة على مفاصل الدولة، الأمر الذي برز بشكل واضح من خلال المحاولة الانقلابية الفاشلة. ويقيم غولن في الولاياتالمتحدة منذ 1999، وتطالب تركيا بتسليمه من أجل المثول أمام العدالة.