قال الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بإصلاح الإدارة والوظيفة محمد بنعبد القادر، إن الإدارة المغربية ولدت بأمراض منذ مراحلها الأولى، مشيرا أنه من بين تلك الأمراض أن الإدارة عملت على ترسيخ نفسها على أنها تشكل "الأمن الوظيفي"، مما يجعل الأداء غير متناسب مع الأجر. واعتبر بنعبد القادر، الذي كان يتحدث في ندوة نظمها الاتحاد الاشتراكي في الرباط حول إصلاح الإدارة، أن مفهوم "الأمن الوظيفي" الذي رسخته الإدارة في بدايتها عمم بعض المظاهر السلبية التي أعاقت تطور الإدارة المغربية، مشددا على أن مراجعة الوظيفة العمومية أصبح ملحا وإلا لن الإصلاح سيكون ترقيعيا فقط. وانتقد الوزير طريقة اشتغال الإدارة العمومية، مشيرا أنها جامدة وأن الترقية تخضع فقط بناء على الأقدمية وليس على الكفاءة، مبرزا أن أستاذا مثلا يقوم بتدريس الرياضيات لتلاميذ الابتدائي ويحصل على الترقية بمرور السنوات رغم أنه يمارس نفس المهنة، معتبرا أن هذا الأمر غير سليم، لأن الترقية يجب أن تخضع للكفاءة وقدرة الموظف على تنمية قدراته المهارية. وشدد المصدر ذاته على أن الإدارة جهاز الدولة الأساسي لتنفيذ سياسات الدولة، مشيرا في السياق ذاته إلى أن إصلاح الإدارة يحتاج صبرا ونفسا طويلا ويحتاج أيضا أن يتم بالتدرج، مبرزا أن الإدارة المغربية تعيش الآن إصلاحا تحوليّا، غير أن أوضح أن هذا الإصلاح لابد أن ينعكس على المغاربة وإلا لا جدوى منه، "لأن المغربي اليوم بات يعرف حقوقه وله نصيب من المعرفة"، يقول بنعبد القادر. وأبرز الوزير المنتدب المكلف بإصلاح الإدارة والوظيفة أن الإدارة السلطوية التي تهين المغاربة لم تعد صالحة وأصبحت عبئا على مغرب يتطور ومنفتح، مشددا على أن المغرب يسير في الاتجاه الصحيح والمغرب يتوفر على مؤهلات كبرى لكنها لم تستغل بشكل كبير"، مشيرا أن المغرب الذي يكبر الآن لم يعد يستحق هذه الإدارة، ونحتاج إلى إدارة جديدة فعالة ومسؤولة ونزيهة".