كشف الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله بنكيران، أنه يعيش المراحل الأخيرة من المسؤولية في حزبه، وذلك "إن لم يقع شيء آخر غير معروف"، وفق تعبيره. وأوضح بنكيران في خطاب مطول أمام مستشاري حزبه، أن الظروف الحالية في الحزب والوطن هي من فرضت عليه أن يكون "مقلا وممتنعا عن الكلام"، مشيرا إلى أنه لا يوجد أي أحد فرض عليه ذلك، بل بمحض إرادته. وأضاف المتحدث الذي خرج عن صمته الطويل، في تسجيل بثه موقع الحزب صباح اليوم الأربعاء، أن حسب قناعته، فإن "الحزب يمر من أصعب امتحان في حياته، ليس فقط الحزب بل حتى حين كنا حركة اجتماعية في إطار جمعية". وتابع قوله: "أحمل هم الكلمة، أفكر فيها وأتشاور حولها، وأفكر في ماذا سأقول، ليس خوفا من قول شيء ليس جيدا كما قد يقع، بل باعتبار الكلام في مراحل معينة يكون ثقيلا وهناك مسؤولية وظرف يمر منها الحزب والبلد". رئيس الحكومة السابق، وصف الظرفية التي يمر منها حزبه ب"الورطة"، مشيرا إلى أنها لا تظهر للجميع على أنها ورطة، لافتا إلى أن هناك من داخل الحزب من هو فرحان ويعتبر أن كل ما حدث أمر جيد، على حد قوله. وكشف المتحدث، أن "المراحل الأولى كان عندي فيها شعور بالانتهاء، ولكن كان هناك إصرار من طرف داخل الحزب، وطرف خارجي الذي هو المجتمع بمختلف تعابيره، وهناك كلمة سمعتها كثيرا بالفرنسية: سي عبد الإله لا تتخلى". وقال في نفس الصدد: "الإنسان لا يبقى يفكر في التفاصيل بل في الأساسيات والكليات، كنت أرجع لمعرفة أصل الأمر، من نحن وماذا نريد، وهل ماذا نريد سيبقى أو سينقص، وماذا سنفعل، وأنا لا أتخلى عن مسؤولتي، ربما النشاط لن يكون كما كان، ولكن إصرار الناس هزني نوعا ما". واعتبر بنكيران أن حزبه قام بمسار ممتاز مشرف وينوه به في الكون كله داخليا وخارجيا، على حد قوله، "ثم وقع ما وقع بغض النظر عن التفاصيل ومن دخل ومن خرج ومن قال ومن فعل، فهناك أحداث كبرى لها نتائج، واش غادي نساليو دابا من بعد ما جينا وديرنا، واش من هنا ل 2021 غنتسالاو تدريجيا كما وقع لأحزاب تشبهنا في الظروف لي جينا فيها". وأردف بالقول: "هل نحن حزب سياسي سيعيد تقييم الوضعية ويعطي انطلاقة جديدة ربما مختلفة؟ فالأصل أن نرى إلى أين تتجه الأمور وما هو المتاح الممكن القيام به". وأوضح أن حزبه هو "فئة اجتماعية لم تكن لنا مطالب شخصية أو مادية أساسية، لا أحد دخل للحركة لجمع ثروة، بل نقوم على الدعوة لحث الناس على الوضوء والصلاة والاستقامة لدخول الجنة إذا شاء الله، هذا الأمر تحول في مرحلة إلى أن نقول أنه لا يمكن أن نظل بعيدين عن المشاركة السياسية بعدما كنا نرفض الأمر ونعتبر الدولة طاغوت".