تعد النزاعات و الخلافات الزوجية أهم المحطات الصعبة التي تمر منها حياة الزوجية و التي تعد اختبار حقيقي لمقياس الحب و الرغبة في عيش حياة سعيدة خالية مما قد يعكر الهدوء الحياة العاطفية للزوجين خصوصا في السنوات الأولى من العلاقة الزوجية. حيث أول ما يصادفه الباحث و هو بصدد تحليل المنازعات الأسرية و البحث في طرق تسويتها هو تعدد المفاهيم المشابهة لها، فأحيانا يستخدم مصطلح النزاعات و أحيانا أخرى يستخدم مصطلح المنازعات، و في بعض الدراسات نجدها تتناول الموضوع في إطار مفهوم الخلافات الزوجية و هناك من يفضل استعمال عبارة المشاكل الزوجية مما يجعل من عملية التدقيق في المفاهيم و تمييزها عن بعضها تحتل مكانة بارزة في هذا الإطار. أولا: تمييز المنازعات الأسرية عن الخلافات الزوجية يختلف مفهوم الخلاف عن النزاع في المجال الأسري من خلال عدة مستويات، حيث يمكن تعريف " الخلاف " على أنه عدم اتفاق أو تعارض في الأفكار أو الاهتمامات أو التصرفات التي يمكن أن تقود إلى تصدم أو مشاجرة. حيث أن الخلاف في الحياة الزوجية أمر شائع و ليس هو الاستثناء و يعتبر علامة ايجابية لنمو العلاقة الزوجية و نضوجها (عكس النزاع الأسري) و المشكلة ليس في حدوث الخلاف نفسه بل في طريقة التعامل معه، حيث أنه إذا تم التعامل معه بطريقة صحيحة سيقود إلى تعميق الوحدة الزوجية و لكن إذا تم التعامل معه بشكل سئ سيتحول الخلاف إلى نزاع و خصومة[1] و من هنا يعتبر الخلاف أمر سابق عن النزاع و يعتبر هذا الأخير نتيجة حتمية لسوء تدبير الخلاف الأسري كما أن مفهوم الخلافات الزوجة تحمل بعد سوسيولوجي أكثر منه قانوني حيث يستعمل هذا المفهوم كثيرا في الدراسات السوسيولوجي كتعبير عن الحركية التي تعرفها الأسرة كإحدى النظم الاجتماعية.أما مفهوم المنازعات الأسرية فيكن تحديده على النحو التالي المنازعات جمع نزاع أو منازعة وهما الخصومة. يقال: نازعته في كذا منازعة ونزاعاً أي خاصمته. وتنازع القوم أي اختلفوا. [2] إذن فالمنازعات الأسرية هي الخصومات أو الاختلافات التي تنشأ بين أفراد الأسرة وأسرة الرجل رهطه أي قومه وقبيلته أي قرابته: فالعلاقة الأسرية هي العلاقة الناتجة عن الزوجية أو البنوة أو الأبوة أو العمومة أو غير ذلك من علاقات وصلات القرابة.[3] و من تم المنازعة هي نتيجة طبيعية لسوء تدبير الخلاف الأسري تم أن مفهوم النزاع له بعد قانوني أي أنه تعارض في الحقوق المحمية قانونا مما يستوجب تسويته بالطرق القانونية عبر قضاء أما الخلاف الأسري فله بعد اجتماعي يمكن تسويته بطرق أخرى لها طابع اجتماعي كتدخل وسيط اجتماعي من أجل تسويته أو تدخل الأقارب من أجل تقريب وجهات النظر أو اللجوء إلى استشاري العلاقات الزوجية أو وسيط في حل النزاعات الأسرية. ثانيا- تمييز المنازعات الأسرية عن المشاكل الزوجية المشكلة هي حالة من التوتر و عدم الرضا الناجمين عن بعض الصعوبات و التي تعوق تحقيق الأهداف و تتضح المشكلة في حالة عدم تحقيق النتائج المطلوبة ولذلك، تكون هي السبب الأساسي لحدوث حالة غير مرغوب فيها بل تصبح تمهيدا لأزمة إذا اتخدت مسارا معقدا يصعب من خلاله توقع النتائج بدقة و من هنا يمكن القول أن المشاكل الأسرية تعتبر خطوة جد متقدمة لظهور المنازعة الأسرية إذا ما اتخذت مسار جد متقدم بحيث أن استمرار هذه المشكلات يهدد بقاء المنظمة ويقضى على أهدافها ورسالتها ورؤيتها.[4] و من هنا يظهر لنا الفرق بين النزاعات الأسرية و المشاكل الأسرية في اعتبار الأولى تحمل مجموعة من المشاكل التي اتخذت مسار معقد صعب حله مما أدى إلى بروز نزاع و بالتالي بروز تعارض في الحقوق القانونية – ذات طبيعة الأسرية- مما يستلزم حلول قانونية لتسويته عكس المشكلات الأسرية في مرحلتها الأولى فيمكن تسويتها بحلول اتفاقية و اجتماعية. ________________________________________ [1] جيري تشابمان، الخلافات الزوجية معناها و الأسباب الرئيسية التي تقود إلى ظهور الخلافات، موضوع منشور في الموقع الالكتروني http://lifeinchrist.tv/ تاريخ الزيارة 07/06/2015. [2] ياسر جبور، سلطة القاضي في الحد من المنازعات الأسرية، موضوع منشور بالموقع الالكتروني: http://www.startimes.com/ تاريخ الزيارة 2015/06/07 [3] ياسر جبور، م.س. [4] إدارة الأزمات .موضوع منشور ب ويكيبيديا، الموسوعة الحرة متحصل عليه من الموقع التالي http://ar.wikipedia.org/ تاريخ الزيارة 07/06/2015.