كشف رئيس المجلس الأعلى للحسابات، ادريس جطو، في مذكرة استعجالية حول ظروف تهييء وسير الدخول المدرسي لموسم 2016-2017، عن أرقام صادمة حول نسبة الاكتظاظ بالتعليم العمومي في عهد وزير التعليم السابق محمد بلمختار، مشيرا أن الدخول المدرسي لسنة 2016/2017 مر في ظروف غير عادية، طبعتها عدة اختلالات ونواقص. وأشار المجلس، أن عدد التلاميذ الذين يتابعون دراستهم برسم الموسم الدراسي 2016/2017، في أقسام مكتظة بلغ ما مجموعه 2 مليون و239 ألف و506 تلميذا، أي ما يعادل 38 في المائة من مجموع التلاميذ والبالغ عددهم 5 ملايين و945 ألف و551 تلميذا، وذلك على اعتبار أن الوزارة تعتمد كمؤشر للاكتظاظ معدل 40 تلميذا في القسم الواحد، غير أن المجلس يعتبر هذه العتبة تفوق بكثير المعدل المتعارف عليه داخل دول منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، والمحدد في 21 تلميذا في القسم بالنسبة للسلك الابتدائي و23 تلميذا في القسم بالنسبة للسلك الثانوي. كما بلغ عدد الأقسام المكتظة على المستوى الوطني، يضيف المجلس، حسب العتبة المعتمدة من لدن الوزارة، ما مجموعه 49 ألف و696 قسما بمختلف الأسلاك التعليمية، حيث سجل السلك الابتدائي نسبة اكتظاظ 16 في المائة من مجموع أقسام هذا السلك، وعرف السلك الإعدادي نسبة اكتظاظ 49 في المائة من مجموع أقسامه، و29 في المائة بالنسبة للسلك التأهيلي. وفيما يخص الخصاص في أطر هيئة التدريس، فقد بلغ ما مجموعه 16 ألف و700 مدرسا وذلك مقارنة مع حاجيات المنظومة التربوية من المدرسين برسم هذا الموسم. وأضاف المجلس، أن الخريطة المدرسية المعدلة، تشير إلى وجود فائض في هيئة التدريس يصل إلى 14 ألف و55 مدرسا على المستوى الوطني ويمختلف الأسلاك التعليمية. ومن خلال فحص قاعدة المعطيات المتوفرة لدى الوزارة، وبعد الزيارة الميدانية لبعض المؤسسات التعليمية، تبين أن هذه الأخيرة لاتتوفر فيها الشروط الملائمة للتمدرس، عبر استغلال 9365 قاعة للتدريس رغم حالتها المتردية، واستغلال مؤسسات تعليمية غير موصولة بشبكة التطهير والماء والكهرباء، غياب المرافق الصحية، ومشاكل تسرب المياه، انعدام الأسوار المحيطة بالمؤسسة التعليمية، عدم وجود ملاعب رياضية في الثانويات والإعداديات، عدم كفاية الفضاءات المخصصة للاستراحة.