دق المجلس الأعلى للحسابات ناقوس الخطر، بخصوص الاختلالات المرتبطة بالتخطيط المدرسي وتدبير محددات الدخول المدرسي وما عرفته هذه السنة الدراسية من نقائص حالت دون مرورها في ظروف عادية، خاصة تلك المتعلقة بالاكتظاظ. وفي هذا السياق، أسفر البحث التمهيدي الذي قام به المجلس الأعلى للحسابات بشأن ظروف إعداد وتدبير الدخول المدرسي 2016-2017 عن الوقوف على مجموعة من الاختلالات، ومن ضمن هذه الاختلالات التي رصدها تقرير للمجلس الأعلى للحسابات، الأقسام المكتظة والأقسام المخففة والأقسام المتعددة المستويات. وقد بلغ عدد التلاميذ الذين يتابعون دراستهم، برسم الموسم الدراسي 2016-2017، في أقسام مكتظة ما مجموعه مليونان و239 ألف و506 تلاميذ، أي ما يعادل 38 في المائة من مجموع التلاميذ البالغ عددهم 551 945 5 تلميذا. وفيما تعتمد الوزارة كمؤشر للاكتظاظ معدل 40 تلميذا في القسم الواحد، يعتبر المجلس الأعلى للحسابات أن هذه العتبة تفوق بكثير المعدل المتعارف عليه داخل دول منظمة التعاون والتنمية والمحدد في 21 تلميذا في القسم بالنسبة للسلك الابتدائي و23 تلميذا في القسم بالنسبة للسلك الثانوي. وأضاف التقرير أن عدد الأقسام المكتظة بلغ على المستوى الوطني، حسب العتبة المعتمدة من لدن الوزارة، ما مجموعه 49696 قسما بمختلف الأسلاك التعليمية، مبرزا أن السلك الابتدائي سجل نسبة اكتظاظ ب 16 في المائة من مجموع أقسامه، فيما عرف السلك الإعدادي نسبة اكتظاظ ب 49 في المائة من مجموع أقسامه، مقابل 29 في المائة بالنسبة للسلك التأهيلي، وتختلف هذه النسب من أكاديمية لأخرى. وموازاة مع الأقسام المكتظة، عرف الموسم الدراسي 2016-2017 وجود مجموعة من الأقسام المخففة التي لا يتجاوز عدد التلاميذ بها 24 تلميذا في القسم. وبلغ عدد هذه الأقسام ما مجموعه 81581 قسما يتمركز جلها في الوسط القروي، خاصة على مستوى السلك الابتدائي الذي سجل 78916 قسما مخففا، في حين بلغ عددها 2363 قسما بالسلك التأهيلي. وبالإضافة إلى الأقسام المكتظة والأقسام المخففة، عرف الموسم الدراسي 2016-2017 مجموعة من الأقسام المتعددة المستويات بلغ عددها 27227 قسما، منها 6381 قسما يتراوح عدد المستويات المدرسة بها ما بين 3 و6 مستويات، وهو ما يمثل نسبة 24 في المائة من مجموع الأقسام المتعددة المستويات، فيما تعتبر هذه الأقسام خاصية يتميز بها السلك الابتدائي بالوسط القروي. وأورد المجلس الأعلى اختلالا إضافيا يتعلق بتواجد الفائض والخصاص ضمن هيئة التدريس، موضحا أن الوسط الحضري يسجل نسبة 62 في المائة (10318 مدرسا) من مجموع الخصاص مقابل 38 في المائة بالوسط القروي (6382 مدرسا).