كم تمنيت أن أكون رجل إطفاء فأخمد هذه الحرائق الملتهبة التي يكتوي بها أخواننا في فلسطين و العراق و سوريا واليمن و أفغانستان . كم تمنيت أن أكون حماما زاجلا يوصل رسائل سلام إلى كل الأقطار العربية لتتوحد في بوثقة واحدة فأنزع فتيل الفتنة بين قطر و جاراتها ،بين المغرب و الجزائر ، بين السعودية و اليمن، و نعيش جميعا في سلم و سلام. كم تمنيت أن اكون غنيا فأشتري الفرحة و أوزعها على أبناء غزة وبورما و أطعم جوعى السودان والصومال و لن أدخر فلسا واحدا لنفسي أو لأولادي. كم تمنيت أن أكون مسؤولا راقيا و أحقق مطالب الريف في الحسيمة فأشيد لهم جامعة و مستشفى و مصنع و دور الثقافة و الرياضة فيعودون إلى بيوتهم وتجمعهم فرحة العيد تحت سقف واحد مع عائلاتهم و أنهي الحراك و الاحتجاج. كم تمنيت أن أكون الحجاج بن يوسف الثقفي لأقطف رؤوس المفسدين الذين يلعبون بمصير البلاد والعباد ولا يبالون بصرخات و آهات الورى، فرائحة آثامهم أزكمت أنوفنا و أشباحهم تطاردنا في كل الأزقة. كم تمنيت أن أكون إعلاميا ناجحا يرى الأخبار بعين الشفافية الوضوح ويمارس السلطة الرابعة بمهنية و احترافية فأناصر المستضعفين وأفضح المعتدين في كل مكان، فيحاصرون بلدي من كل ناحية، وفي الأخير أفوز بحب كل الأحرار و الحرائر.