قال المقرىء الإدريسي أبو زيد إن "رمضان شهر الانتصارات" بمعنى أنه شهر قضايا الأمة حيث خاضت فيه معاركها الروحية والاجتماعية والعسكرية وانتصرت فيها " مبرزا أن أغلب المسلمين لا يعرفون التفاصيل التاريخية في الموضوع. وأشار في تصريح ل"جديد بريس" إلى أنه في الوقت الحاضر تحول رمضان من شهر انتصارات إلى انكسارات متسائلا عن سبب هذا التحول بالقول : "لو كان رمضاننا كرمضان السلف لكان انتصارنا كانتصارهم وحالنا كحالهم وإن الله لا يحابي بين خلقه ،وسنته في الكون لا تتغير والناس سواسية أمام قانونه العادل" قال تعالى "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم". وأبرز أن رمضان مناسبة ليتذكر الإنسان معاناة المظلومين ،حيث يبدأ الأمر بالجوع ويمتد إلى ما وراء الخصاص الاجتماعي والإنساني إلى أشكال أخرى من الوعي بقضايا الأمة ، وذكر في هذا السياق أنه نزلت آية الصيام وآية الجهاد في نفس السنة ،والاقتران بين الصيام في قوله تعالى يأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم " وآية الجهاد في قوله تعالى" أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير". وأضاف المفكر العربي أن "الاقتران الزمني بنزول الآيتين معا في عام واحد بصوم المسلمين وجهادهم في غزوة بدر في شهر واحد كله مترابط مع القرآن لأن الجهاد كان في سبيل القرآن وتحت راية القرآن وكان ذودا عن القرآن وفي نفس الوقت فإن الصوم أنزله القرآن في شهر الصوم. واستنتج أبو زيد أن هذه الترابطات سميائية ذات دلالات موحية، تجعل رمضان محطة يتفكر المسلمون في أحوالهم وينظروا في قضايا أمتهم ويتفقدوا كثيرا من المسلمين المنكوبين، من بورما في أقصى الشرق إلى ليبيا في أقصى الغرب مرورا بمواقع ملتهبة كسوريا واليمن وفلسطين مستدلا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم " من أصبح ولم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم " وقال أيضا " من أدرك رمضان ولم يغفر الله له لا غفر الله له ". ويرى أبوزيد أن الجمع بين هذين الحديثين المتقاربين يبدوان متباعدين في الصيغة لكن جوهرهما هو رسالة القرآن وأمانة القرآن ومسؤولية الاستخلاف القرآنية. ودعا إلى أن ينظر كل واحد منا نفسه في رمضان وليتأمل موقعه في هذا الشهر أهو مع الكتاب أم في المحراب أم يتفاعل مع محاضرات أم مشارك في الأعمال الاجتماعية أم خلف شاشة التلفزيون "مستضبعا" أمام المسلسلات والسهرات …