إن إرسال تركيا لقواتها العسكرية لدولة قطر في هذا الظرفية،لَدَليل قوي على تفطن رجب طيب أردوغان لمخطط ترامب الذي يهدف لزرع الفتنة ودس المكائد في المنطقة، ولا سيما بعد التداعيات التي شهدتها منطقة الخليج العربي من قطع مجموعة من الدول العربية لعلاقتها مع قطر من ضمنها السعودية والبحرين والإمارات واليمن إضافة إلى مصر وحكومة شرق ليبيا،وموريتانيا. وإن المتتبع للأحداث التي جرت خلال الأشهر الماضية منذ تولي ترامب رئاسة الولاياتالمتحدةالأمريكية،يعلم يقينا أن تحولات على مستويات عدة ستحدث في المنطقة العربية،ومن هذه التحولات منع أمريكا مواطني العراق وإيران وليبيا والصومال والسودان وسوريا واليمن من الولوج للأراضي الأمركية.وهي خطوة غير مسبوقة. ولعل أبرز هذه التحولات القمة العربية الأمريكية بالسعودية. هذه القمة التي شكلت صورة واضحة لما سيؤول له الوضع في يقتبل من الأيام،ولعل زيارة ترامب للرياض قد شكلت تغييرا جدريا في التواجهات العامة لدول المنطقة. وها نحن اليوم نرى أول نتائج هذه التوجهات،فها هي السعودية وحلفاؤها تعلن قطر دولة تدعم الإرهاب،ولعل السبب وراء ذلك تضارب سياسة قطر مع هذه الدول،وخاصة أن قطر شكلت منذ مدة "وسيطا نزيها"في النزاعات بالمنطقة، سواء في القضية الفلسطينية، ودورها كوسيط سياسي في سوريا، ووساطاتها ذات الطابع الإنساني في افريقيا والسودان ولبنان. ولعل دخول أردوغان على الخط في الأزمة القطرية بارساله لقواته العسكرية، رد له دلالته الواسعة لموقفه من الأزمة الحاصلة. ولعلنا لا نستبق الأحداث إذا قلنا أن هذا الرد جاء لحماية أمير قطر تميم بن حمد ودعما لنظامه من أية محاولة انقلاب قد تحدث.أو ربما الأمر متعلق باستعراض للعضلات يريد منه أردوغان إبراز تركيا كقوة دولية في المنطقة،أو قل في أقل تقدير أن أردوغان ربما يرد الجميل لقطر التي أرسلت جنودها غداة الانقلاب على أردغان في السنة الفارطة. وتجدر الإشارة أنه من المخطط أن يبدأ نحو 3 آلاف جندي تركي العمل في قطر فور الانتهاء من استكمال إنشاء القاعدة التي يعمل بها حاليا 100 جندي. رفع القلم واستقر وحيه: