طوّرت مجموعة من العلماء اختبارًا جديدًا للدم، يمكنه الكشف عن الأورام السرطانية في الجسم قبل 10 سنوات من ظهور الأعراض. ويجري الاختبار عن طريق أخذ عينة من دم المريض ووضعها في جهاز متطور للغاية يقوم بفحص الدم للعثور على أي حمض نووي مصاب بورم، حيث تنتشر هذه الخلايا المصابة في الدورة الدموية للمريض قبل ظهور الأعراض بفترة طويلة. وتمكن العلماء من خلال الشيفرة الوراثية التي تم الحصول عليها من هذا الاختبار من تحديد الأماكن التي تنمو فيها الأورام في الجسم ومدى انتشارها. من الممكن أن يُصبح هذا الاختبار متاحًا في غضون عامين، ويأمل العلماء أن يتم إجراؤه مع الفحوصات الروتينية التي يخضع لها المرضى مثل اختبار ضغط الدم والكوليسترول في بريطانيا. ويعتقد الباحثون أن هذا الاختبار لديه القدرة على خفض معدل الوفيات الناجمة عن الإصابة بالسرطان إلى النصف، ما يعني إنقاذ عشرات الآلاف من الأرواح. والاختبارات ستكون مفيدة بشكل خاص لأولئك الذين يعانون من أخطر أنواع السرطان مثل الرئة والبنكرياس والمبيض والتي عادة ما يتم تشخيصها في وقت متأخر. وتوقع أحد العلماء الأمريكيين البارزين، أن تلك الاختبارات الجديدة يمكنها أن تقلل الوفيات الناجمة عن السرطان بنسبة 45%، ما يعني إنقاذ حياة أكثر من 73 ألف شخص في المملكة المتحدة كل عام. وقد أجرى باحثون من مركز أبحاث السرطان "ميموريال سلون كيترينج" بنيويورك الاختبار على 161 مريضًا جرى تشخيصهم بالفعل بسرطان الثدي أو الرئة أو البروستاتا، لمعرفة ما إذا كان بإمكانهم الكشف بدقة عن الحمض النووي المصاب بالورم في دم المريض. وأظهرت النتائج أن الاختبار يمكنه تحديد نوع الورم في 90% من الحالات. وتهدف شركة أمريكية تدعى "غرايل" مدعومة بمبلغ 100 مليون دولار من بيل غيتس مؤسس مايكروسوفت وجيف بيزوس رئيس شركة أمازون، إلى طرح الاختبار للأسواق بحلول العام 2019.