كوكب الأرض ضخم جدا، حيث يبلغ قطره نحو 13 ألف كيلومتر، وهو ثالث الكواكب بعدا عن الشمس في مجموعتنا الشمسية، وللمقارنة فإن قطر القمر لا يتعدى 3500 كيلومتر، كما أن الأرض تفوق حجما كواكب كثيرة، مثل عطارد والمريخ والزهرة. لكن ما حجم كوكبنا العملاق هذا مقارنة ببقية الكواكب والنجوم في السماء؟ فعلى سبيل المثل فإن كوكب نبتون يفوق الأرض ضخامة بكثير فقطره يزيد على خمسين ألف كيلومتر. ثم أين نحن في هذا الكون الفسيح الذي تقاس فيه المسافات بالسنوات الضوئية؟ والسنة الضوئية تعادل نحو 9.461 تريليونات كيلومتر، فنحن نعيش ضمن مجرة درب التبانة التي يتراوح قطرها بين مئة ألف و180 ألف سنة ضوئية، والتي تضم ما بين مئة وأربعمئة مليار نجم، ونحو مئة مليار كوكب، ومع ذلك فهي مجرة واحدة في محيطات من المجرات. ولتوضيح ذلك بأسلوب عصري جذاب نشر أحد هواة الفلك من النمسا فيديو مثيرا على يوتيوب يظهر للمشاهد إلى أي حد كوكبنا الضخم هذا ضئيل جدا مقارنة بغيره من الأجرام السماوية. ولا يمكن لمشاهد هذا الفيديو إلا أن يقدر عظمة الخالق ويستذكر قوله تعالى "قل انظروا ماذا في السماوات والأرض"، ليعلم أن الإنسان مهما ارتفع ذكاؤه وتطور علمه فإنه يعيش في كوكب بمثل نقطة في محيط فائق الضخامة. فحتى لو استطاع الإنسان النفاذ من الأرض فإنه لن يستطيع المضي بعيدا بغض النظر عما تصوره لنا أفلام الخيال العلمي من مركبات فضائية تسير بسرعة أعلى من الضوء أو تعبر بثقوب دودية أو تقفز قفزات زمنية تنقلها بين المجرات والكواكب "يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان".