إلى جانب المصاهرة التي تتحكم في العلاقات الاجتماعية بين سكان الحدود الجزائرية والمغربية والتي تتجاوز الحدود المغلقة، لازالت العلاقات التجارية بين المملكة المغربية وجارتها الشرقية تتحدى بدورها تلك الحدود، وفي ارتفاع متواصل حتى في عز الأزمة التي عرفتها العلاقات على محور الجزائرالرباط. في هذا السياق، قال رئيس القسم الاقتصادي في جريدة "الخبر" الجزائرية، حفيظ صواليلي، في مقال له، إنه على عكس المعتقد، ف"إن العلاقات التجارية بين الجزائر والمغرب قائمة منذ سنوات، بل يصنف المغرب ضمن أهم شركاء الجزائر التجاريين في القارة الإفريقية"، مشيرا إلى أن الجزائر تزود المغرب بالمواد الطاقية، على رأسها الغاز بصورة منتظمة، تستغل في جزء منها لتزويد المحطات الكهربائية، ولم تقطع الجزائر عن الجارة المغربية إمداداتها الغازية حتى في الأزمة التي شهدتها الجارتين. وأكد صواليلي أن حجم التعاملات الرسمية التجارية لا يخفي تعاملات غير رسمية وموازية، وهي تفوق الحجم الإجمالي للمبادلات وتمثل حجما أكبر من التعاملات التجارية الرسمية بين البلدين، ويمثل الجانب الخفي من جبل الجليد، على حد تعبيره. وأوضح المتحدث ذاته، أن المغرب ظل ما بين سنتي 2008 و2015، من بين الشركاء الأربعة الأوائل في إفريقيا، والأول أو الثاني في المغرب العربي مع تونس، رغم غياب خطوط بحرية مشتركة وغلق الحدود البرية، حيث إن حجم المبادلات التجارية بين الجزائر والمغرب تضاعف أكثر من مرتين ما بين 2002 و2006، وواصل الارتفاع بعدها بصورة أكبر، وفق الأرقام المتوفرة لدى مصالح الجمارك المغربية. ووفقا للتقديرات المغربية، فإن الجزائر تصنف في المراتب 18 و19 من بين أهم زبائن المملكة، والممون ال11 أو ال12 خلال السنوات الست الماضية، أما المغرب، فكان يمثل الممون 32 و31 والزبون 14 و15 خلال الفترة نفسها، إضافة إلى أن الصادرات الجزائرية باتجاه المغرب سنة 2013، بلغت10.71 مليار درهم، مقابل واردات جزائرية من المغرب ب 1.73 مليار درهم. كما قدرت الصادرات الجزائرية في 2012 بما قيمته 996.99 مليون دولار، مقابل واردات جزائرية من المغرب ب202.07 مليون دولار، وتصدر المغرب منتجات فلاحية وصيد بحرية ومواد أولية ومصنعة، منها الكوابل الكهربائية والأنابيب والإسمنت والجبس ومواد كيميائية، وأسمدة وتبغ، إلى جانب الأسمدة والأملاح والألومنيوم والزجاج، مقابل استيراد المغرب للغاز وغاز البروبان المميع بالخصوص من الجزائر. وما يثير الانتباه، أنه طوال السنوات الماضية سجل ارتفاع محسوس لحجم المبادلات، وقد قدرت المصالح المغربية بارتفاع الصادرات المغربية باتجاه الجزائر ب25 مرة ما بين 1999 و2012، فمن 82 مليون درهم، صادرات مغربية باتجاه الجزائر عام 1999، ارتفع حجم صادرات المغرب عام 2012 إلى 1.97 مليار درهم، وظلت مرتفعة في 2013 في حدود 1.73 مليون درهم.