أطلق نشطاء بمدينة الحسيمة، اسم قائد حراك الريف ناصر الزفزافي، على ساحة بحي سيدي عابد، مواصلين الاحتجاج بهذا الحي لليوم السابع على التوالي خلال شهر رمضان الجاري، للمطالبة بالإفراج عن كافة معتقلي الحراك، وعلى رأسهم ناصر الزفزافي، وذلك وسط تجاوب وُصف ب"الكبير" مع الإضراب العام الذي دعا إليه نشطاء الحراك الشعبي بالريف. واحتشد المئات من المحتجين في حي سيدي عابد الذي يقع في منطقة شعبية وسط الحسيمة، وذلك مباشرة بعد صلاة التراويح اليوم الجمعة، للتنديد بالاعتقالات التي طالت نشطاء الحراك الشعبي بالريف، ومطالبة السلطات بوقف المقاربة الأمنية في التعامل مع مطالبهم الاجتماعية، حيث حوَّل المتظاهرون مركز احتجاجاتهم إلى حي سيدي عابد بدل ساحة محمد السادس التي كانت مسرحا لاحتجاجات حاشدة طيلة الأشهر الماضية، وذلك بسبب التطويق الأمني للساحة. وأوضح مصدر محلي لجريدة" العمق"، أن قوات الأمن حاولت تطويق الشوارع والأزقة المؤدية إلى حي سيدي عابد، اليوم الجمعة، لمنع المتظاهرين من الوصول إليه، مشيرا إلا أن عددا كبيرا من النشطاء لم يتمكنوا من الوصول إلى الحي بسبب التطويق الأمني. بالتزامن مع ذلك، خرجت مسيرات احتجاجية في كل من الناظور، أجدير، أمزورن، أيت حذيفة، أتروكوت، ومناطق أخرى، رفع خلالها المحتجون صورا للزفزافي والخطابي وأعلام الريف، مرددين هتافات: "يا مخزن سمع سمع.. ما بقيتيش كتخلغ"، "بالروح بالدم.. نفديك يا ناصر"، "يا المخزن حذاري.. كلنا الزفزافي"، "هي كلمة واحدة.. هاذ الدولة فاسدة"، "حرية كرامة.. عدالة اجتماعية"، "الشعب يريد.. سراح المعتقل"، "باركا باركا.. الرشوة والفساد.. راكوم شوهتو البلاد". وتحول ناصر الزفزافي إلى رمز للحراك الشعبي بالريف، منذ مقتل بائع السمك محسن فكري داخل شاحنات نفايات بالحسيمة قبل 7 أشهر، حيث كانت خطابات ناصر عبر خاصية البث المباشر على الفيسبوك تلقى متابعة كبيرة، بسبب حديثه عن مظاهر الفساد بإقليم الحسيمة وانتقاداته للسلطات الحكومية والجهوية والمحلية، قبل أن تعتقله الأجهزة الأمنية بناءً على قرار النيابة العامة بالحسيمة، وانتشر اسم الزفزافي وصورته بشكل كبير في كبرى وسائل الإعلام الدولية التي واكبت الاحتجاجات من الحسيمة. وفي بادرة لافتة، يقوم نشطاء الحراك بتنظيف ساحة الاحتجاج بحي سيدي عابد مباشرة بعد انتهاء الوقفات، معتبرين أن هذا الفعل هو تجسيد لسلمية وحضارية احتجاجاتهم المتواصلة منذ أزيد من نصف عام، حيث لاقت صور تنظيف ساحة "الزفزافي" بحي سيدي عابد تفاعلا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي. يُشار إلى أن أزيد من 20 مدينة مغربية شهدت طيلة الأيام الماضية، احتجاجات بعد صلاة التراويح، تضامنا مع حراك الريف ودعما للمعتقلين، فيما تعرضت بعض الوقفات لتدخلات أمنية واعتداءات من طرف من يوصفون ب"البلطجية"، خاصة في طنجة وتطوان ومكناس ومراكش. إلى ذلك، لقيت دعوات الإضراب العام التي أطلقها نشطاء الحراك الشعبي بالحسيمة وضواحيها، تجاوبا كبيرا من طرف أصحاب المحالات التجارية، حيث ذكر نشطاء أن الأغلبية العظمى من المحلات التجارية مازالت مغلقة منذ أمس الخميس، كما أظهرت صور ومقاطع فيديو لعدد من الشوارع، إغلاق غالبية المحالات التجارية. وفي خطوة احتجاجية غير مسبوقة بالمغرب، قاطع مصلون صلاة الجمعة اليوم بمدينة أمزورن، فيما قرر المصلون الاعتصام في الشارع والإفطار بعين المكان، احتجاجا على الخطب التي عممتها وزارة الأوقاف على مساجد الإقليم، الجمعة الماضي، والتي قاطعها قائد حراك الريف ناصر الزفزافي، ليتم اعتقاله على خلفية ذلك، رفقة عدد من النشطاء.