وصف عالم المقاصد المغربي أحمد الريسوني، الشيخ فاروق حمادة، المستشار في ديوان ولي عهد أبوظبي، بأنه أصبح أحد الشيوخ المتحولين وأحد الباعة المتجولين، مضيفا "لكن ما لم أكن أتوقعه، وما زلت لا أستوعبه، هو أن يصبح من عبدة الشيطان". وقال الريسوني في تعليق له على مقال حمادة، توصلت به جريدة "العمق المغربي"، إن "ما يكتبه ويقوله فاروق حمادة لا يعبر عن رأيه وفكره، وإنما هو فقط يقضي حاجته في الإمارات"، وذلك في رده على مقال الشيخ المغربي المقيم بالإمارات الذي عنونه ب"الحاكمية في فكر الإخوان.. منطلق التطرف والعنف". وشبه نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، فاروق حمادة ب"ذلك الشيخ الأزهري الذي انتُدب أستاذا بإحدى الجامعات السعودية، فلما استقر به المقام، وتضلع مما هنالك، بدأ يعبر عن آراء فكرية وفقهية غير تلك التي عُرف بها في مصر، ولما ناقشه زميل له يوما وقال له: إنك الآن تتبنى آراء كنت دوما تصفها بالضعيفة والسقيمة، رد عليه قائلا: فعلا هي آراء ضعيفة، ولكن الريال قواها وأيدها، فماذا أفعل؟". وذكر القيادي في حركة التوحيد والإصلاح، في تعليقه الذي توصلت به جريدة "العمق المغربي"، ما سماها ب نماذج من الترانيم التعبدية" لحمادة، حيث قال في إهداء وضعَه على غلاف كتاب له: "إلى منار المكارم والفضائل، وكريم السجايا والشمائل، الفريق أول، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان حفظه الله تعالى، تنويها بجليل خصاله وجلائل أعماله - الدكتور فاروق حمادة". كما كتب إهداءً آخر على غلاف الكتاب أيضا، يقول فيه: "إلى مَعين الحكمة، ونبراس النبل، وكريم السجايا والشيم: الفريق أول، سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان حفظه الله، تقديراً ووفاءً ومحبةً"، فهل فهمتم الآن لماذا مهاجمة الإخوان؟ لأنها من فرائض عبادة الشيطان، يقول الريسوني. واعتبر عالم المقاصد المغربي، أن تعليقه على مقالة فاروق حمادة جاء تفاعلا مع الدكتور محمد عوام الذي أرسلا له نص المقالة، طالبا رأيه وتعليقه في الموضوع، وتفاعلا أيضا مع "أحد الأصدقاء من خارج المغرب، الذي عبر لي عن رغبته في معرفة رأيي فيما أصبح يصدر عن فاروق حمادة من مواقف، باعتباره أستاذي وصديقي". يُذكر أن الشيخ الفلسطيني الذي عاش في المغرب، فاروق حمادة، يعمل حالياً مستشاراً في ديوان محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، منذ عام 2009 إلى الآن، كما أنه يعمل مديراً لفرع جامعة محمد الخامس أكدال بأبوظبي منذ عام 2014 حتى اليوم. وقد حصل حمادة على الدكتوراه في العلوم الإسلامية من دار الحديث الحسنية بالرباط، والتحق بالتدريس الجامعي منذ عام 1976 حتى عام 2009، حيث شغل مناصب عدة في الجامعات المغربية، بين رئيس قسم ومدير للدراسات الإسلامية لسنوات طويلة، ورئيس اللجنة الشرعية في الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف بالإمارات العربية. وكانت الإمارات العربية المتحدة، التي تعتبر واحدة من الدول الأكثر محاربة للحركات الإسلامية المعتدلة في العالم، قد صنفت الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ضمن ما أسمته بالمنظمات الإرهابية إلى جانب جماعة الإخوان المسلمين و"داعش"، ليكون بذلك أحمد الريسوني ضمن قادة "المنظمات الإرهابية" لشغله مسؤولية نائب رئيس الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين، حسب تصنيف الإمارات.