لا شك أن للصيام فوائد لمرضى القلب، خاصة من هم في وضع مستقر، لأن عضلة القلب أثناء صوم شهر رمضان تتعرض لجهد أقل وراحة أكبر، وكثير من المرضى يريدون الصيام رغم أن أوضاعهم لا تسمح بذلك نتيجة سوء حالتهم الصحية. ويقول الدكتور هاني أمين استشاري القلب وقلب الأطفال في كلية الطب بجامعة "عين شمس" إن "الأبحاث العلمية تشير إلى أن الصيام لا يؤثر سلبًا على صحة القلب والشرايين، إلا أنه من المفضل لأي شخص يعاني من أمراض القلب أن يقوم باستشارة الطبيب المعالج أولا عن إمكانية صيامه في شهر رمضان، إذ تختلف حدة المرض والوضع الصحي للقلب والشرايين من شخص لآخر. وأضاف أمين، في مقابلة مع "إرم نيوز" أن مرضى القلب ينقسمون إلى 3 أنواع، الأول الذين أصيبوا بمشكلة قلبية حادة مثل مرضى الجلطة القلبية، أو مرضى الذبحة الصدرية غير المستقرة، أو مرضى التهاب الغشاء المحيط بالقلب، أو مرضى الحمى الروماتيزمية النشطة، والمرضى حديثي الجراحة القلبية، وهذا النوع من المرضى لا يجب عليهم الصوم، إما لحالتهم الصحية الحرجة أو لاحتياجهم لعلاج دوائي مكثف بالفم أو الوريد للتغلب على المشكلة القلبية الحادة. وذكر أن النوع الثاني من المرضى هم الذين يعانون من مشكلة أو أكثر لفترات طويلة، ويحتاجون لعلاج دوائي لفترة طويلة، مع التمتع بحالة صحية مستقرة باستخدام العلاج الدوائي، والمتابعة الطبية مثل، مرضى الذبحة الصدرية المستقرة، ومرضى ضغط الدم المرتفع، الذي تمت السيطرة عليه بالدواء، ومرضى صمامات القلب الروماتيزمية غير الحرجة، وذوي الصمامات الصناعية، أو أصحاب اضطرابات القلب الكهربية، وهؤلاء يمكنهم الصوم بشرط الانتظام بأخذ العلاج الدوائي. وأشار الدكتور هاني أمين إلى أن النوع الثالث من المرضى، من لديهم مشكلات قلبية غير مستقرة حتى باستخدام العلاج الدوائي، والمتابعة الطبية الدقيقة، وهم مرضى قصور أو هبوط القلب الاحتقاني، لأي سبب من الأسباب الطبية القلبية المختلفة، أو مرضى قصور الشرايين التاجية غير المستقرة حتى بالعلاج الدوائي، ومرضى الاضطرابات الخطيرة بالنبض، ومرضى ضغط الدم المرتفع الذين يعانون من أعراض شديدة مع استخدام العلاج، وهؤلاء جميعًا يُمنعون من الصيام لما قد يسببه عدم الانتظام في أخذ العلاج من تدهور الحالة الصحية. وأكد الطبيب المصري أن شهر رمضان يعتبر الفرصة الجميلة لكل مرضى القلب المدخنين للامتناع عن التدخين، باعتباره أحد أهم عوامل الخطورة بالنسبة لأمراض القلب، والابتعاد عن الانفعالات، فالصيام يدعو إلى التسامح وتهذيب النفس.