o كيف هي وضعية أمراض القلب والشرايين في المغرب؟ n تعتبر أمراض القلب والشرايين، من الأمراض الشائعة في العالم، وهي تعدّ السبب الأول للوفيات عالميا وذلك بنسبة 30 بالمئة، وفقا المنظمة العالمية للصحة، وهو ما يعادل وفاة 18 مليون شخص مريض سنويا. وفي المغرب، تعدّ هذه الأمراض مسؤولة عن حوالي 14 في المئة من أسباب الوفيات، وفقا للاختصاصيين المغاربة، في غياب سجل وطني للإحصاء يضبط معدلات ونسب هذه الآفة الإجتماعية. لهذا تحتل أ مراض القلب و الشرايين، المرتبة الأولى باعتبارها سببا مؤديا للوفيات في المغرب، متقدمة على أمراض السرطان، وعلى حوادث السير، أخذا بعين الاعتبار أن أمراض القلب والشرايين هي أحد العوامل المسؤولة عن هذه الأخيرة، كما أن هشاشة البنية التحتية الطرقية، وعدم احترام قانون السير يؤديان إلى فوضى عارمة، تنتج عنها توترات عصبية مستمرة، و تلوث جوي قوي، يساعدان على ظهور أمراض القلب والشرايين، وهذه الأمراض لا يقتصر إنتشارها على الدول المصنعة، بل أصبحت شائعة كذلك في الدول العربية والإفريقية، وبالتالي فهي تجسد فعلا مشكلة صحية لها أبعاد نفسية واجتماعية و اقتصادية وبدنية مهددة كافة شرائح المجتمع، مع استحضار البعد المرتبط بإشكالية علاجها. o ما هي أبرز الأمراض الشائعة ببلادنا ؟ n هناك العديد من أمراض القلب والشرايين الشائعة ببلادنا، من بينها أمراض الصمامات القلبية الناتجة عن إلتهاب مكونات القلب، وخصوصا الصمامات، مما يؤدي إلى ظهور خلل في وظيفتها ينتج عنه قصور قلبي في غياب علاج مبكر. وتنتج إصابة صمامات القلب عن إهمال معالجة تعفن اللوزتين ب «باكتريا الستربتوكوك»، مما يؤدي أحيانا إلى الروماتيزم الحاد المسؤول على إلتهاب جميع مكونات القلب. ثم هناك مرض تصلب الشرايين التاجية للقلب، مما يؤدي إلى حصول تضيق أو إنسداد بهذه الشرايين، تنتج عنهما الأزمة القلبية أو الذبحة الصدرية. إضافة إلى الأمراض الدماغية الوعائية المؤدية إلى الجلطات الدماغية وإلى شلل نصفي أو الغيبوبة أو الوفاة. وكذا التشوهات الخلقية القلبية عند الطفل، والتي تمثل حوالي 6 آ لاف حالة سنويا بمعدل رضيع واحد من بين كل 100 مولود جديد. o ما هي العوامل المساعدة على ظهور الأمراض المرتبطة بالقلب والشرايين؟ n هناك العديد من العوامل من بينها تلك التي تتعلّق بالعادات الغذائية غير الصحية، كما هو الحال بالنسبة للإكثار من مادة الملح، كثرة الدهون، السكريات، قلة الخضر والفواكه، التدخين بكافة أنواعه، البدانة، التوترات العصبية والقلق المستمر، التلوث الجوي المتواصل، ارتفاع الضغط الدموي، الذي يصيب 30 في المئة من الساكنة، إضافة إلى مرض السكري الذي يصيب 6 في المئة من مجموع الساكنة، وكذا أمراض الدهون خصوصا الكولسترول، التي تصيب هي الأخرى 28 في المئة من الساكنة، فضلا عن تقدم السن، كثرة الجلوس، والعمل الحضري، وعدم مزاولة الرياضة، ثم العامل الوراثي . وتلعب هذه العوامل المساعدة دورا كبيرا في انتشار أمراض القلب والشرايين، علما أن الوقاية منها أو علاجها له دور أساسي في تجنبها. o ما الذي يمكنكم قوله بخصوص صيام مرضى القلب والشرايين، وما هي نصائحكم؟ n يقول سبحانه وتعالى « يأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام، كما كتب على الذين من قبلكم، لعلكم تتقون»، وأوصى النبي (ص) بالصوم «صوموا تصحو». وقد أكّدت الدراسات المتوفرة حاليا أن الصيام شهر رمضان، له نافع كثيرة على جسم الإنسان عامة، وخاصة عند فئة المرضى المصابين بأمراض القلب و الشرايين، وهي تنقسم إلى نوعين، فوائد معنوية، وتتمثل في الابتعاد عن العصبية والغيرة والقلق والحقد و التمسك بروح التسامح والأخوة، مما يؤدي إلى الإحساس بالراحة النفسية والاطمئنان، وانخفاض التوتر و الضغط النفسي. وفوائد مادية تتطلب اجتناب الإكثار من الأكل والدهون والملح والسكريات، مراعاة قواعد وأوقات الأكل والشرب، الامتناع والابتعاد عن التدخين، الحفاظ على الساعات الكافية للنوم، ومزاولة تمارين رياضية خفيفة من ناحية الكمّ والوقت. ولا بد من التأكيد على أن الطبيب الذي يتابع حالة المريض هو المكلف بإعطاء رخصة الصيام، لذلك من الضروري مراجعته قصد أخد النصائح الضرورية لذلك، وفي حالة مخالفة رأي الطبيب فإن المريض سوف يعرض نفسه إلى مخاطر من شأنها أن تغير مسار حياته أو تؤدي إلى الوفاة في بعض الأحيان. o ما هي الحالات التي ترون بأن الصيام في ظلها يشكل خطورة على صحة المرضى؟ n إن مسألة الصيام هي مرفوضة في حالات معيّنة تتمثل في حالات ضيق التنفس، الآلام في الصدر، خلل في نبضات القلب، مباشرة بعد توسيع شرايين القلب، وعقب عملية القلب، في خالة الإغماء أو الغثيان، الجلطة الدماغية، وعندما تكون هناك ضرورة لتناول الأدوية عدة مرات في اليوم والتقيّد بمواعيدها التي لا يمكن تغيرها. o ما الذي يمكنكم قوله بخصوص ممارسة الرياضة لمريض القلب أثناء الصوم؟ n يمكن للإنسان المصاب بأمراض القلب والشرايين مزاولة الرياضة، وهو صائم إ ذا كانت حالته مستقرة، بعد استشارة طبيبه المعالج، ويجب أن تمارس الحصة الرياضية في جو غير حار، وأن تعتمد بالخصوص على المشي، و ألا تكون متعبة، ولا تطول مدتها أكثر من ساعة، ومن الأفضل أن تكون بعض الإفطار، أو مباشرة قبل الإفطار. (*) اختصاصي في أمراض القلب والشرايين