أكيد أن ما يجري في الحسيمة يبكي العين ويدمي القلب ويزيد الالم تغولا واستفحالا … فكيف لنا ونحن الذين تربينا على قيم الديمقراطية والتحرير ونحن الذين صدحت حناجرنا لعقود من الزمن بشعارات الحرية وحب الشعب ونحن الذين ننتمي لحزب القوات الشعبية ونحن الذين صنع تاريخنا مناضلين عظماء من طينة الدهكون وبنجلون وبوكرين وبونعيلات والفقيه وبوعبيد والأموي … ونحن الذين قدنا انتفاضات 65 و73 و81 و90، أن نرى اليوم جزءا من هذا الشعب يقمع ويضرب ويسجن ويزج به السجون لا لشيء إلا لأنه قال كفى .. لكن ما يزيد من ألمنا وحسرتنا هو ما وصل له حزبنا من انحطاط وتفكك مسخ هويته وقطع روابطه المتينة مع الشعب وجعل منه أداة من أدوات التدجين وقتل الإرادة. إن الاتحاد شكل على الدوام تلك القوة المجتمعية المتجذرة والمتشبثة بثوابت المغاربة والطامحة إلى تأسيس التعاقد السياسي المبني على الديمقراطية واحترام الشعب .. والاتحاد لم يسعى في يوم من الأيام لا إلى قلب النظام ولا إلى الاستيلاء على السلطة. ولم يدعم أي طرح انفصالي ولم يرتبط في أي أجندة خارجية… فالاتحاد انطلق من الشعب وجعله سنده الأول والأخير، وجعل من بناء الدولة الحديثة والقوية والمنيعة بمؤسساتها وديمقراطيتها هدفه الوحيد والأوحد. لكن للأسف شاءت إرادة البعض أن يزيحوا الاتحاد عن سكته ويدمروا أركانه وأسسه ..ظنا منهم أنهم أن الطريق أصبحت معبدة وأنهم قادرون على السير بدون قوى مجتمعية... واليوم فقط تأكد للكل مدى فداحة الجرم ومدى خطورة ما ارتكب في حق الاتحاد .. فقتل الاتحاد وطرد مناضليه وتشتيت قواه وتشويه فعله المجتمعي هو قتل لصوت العقل والحكمة وضرب لفكرة الوطن الذي يتسع لجميع أبنائه. * الكاتب العام السابق للشبيبة الاتحادية