تعاقدت شركة "كامشي إنجيرين" الصينية مع وزارة الصناعة والتجارة المغربية لبناء مصنع لإنتاج عجلات السيارات والشاحنات والعربات والجرارات، في المنطقة الصناعية الحرة في القنيطرة شمال الرباط، باستثمار مشترك قيمته 250 مليون دولار مع شركة "تيجان" المغربية – السعودية. وذكرت صحيفة "الحياة" اللندنية نقلا عن "تشاينا ديلي" الصينية، بأن المشروع هو الأكبر الذي تنشئه المجموعة في أفريقيا، مستفيدة من المناخ الاستثماري والاستقرار السياسي في المغرب، والتجربة المحلية في المجال الصناعي الذي تراهن عليه الرباط لتطوير الاقتصاد وزيادة الصادرات. وسينتج مصنع القنيطرة نحو 3 ملايين عجلة مطاطية باعتماد تقنية عصرية متطورة، إذ ستُنقل الخبرة الصينية والتصميم الهندسي وآليات التصنيع والاختبار والتدريب إلى المغرب. وأشارت الصحيفة إلى أن الخطة "تقوم على تعاون صيني– عربي- أفريقي يشمل الاستثمار ونقل التكنولوجيا، ويشكل نموذجاً للتعاون ويفتح آفاقاً للشراكة في مجالات مختلفة. ويرتبط البلدان باتفاق للتعاون الاستراتيجي وُقّع في ماي الماضي خلال زيارة العاهل المغربي الملك محمد السادس للصين. وتوقعت الصحيفة أن يؤمن المشروع نحو 950 وظيفة من الفنيين والمهندسين من الصين والمغرب، وتصدير عائدات تقدر ب 240 مليون دولار سنوياً، معظمها نحو أسواق الاتحاد الأوروبي القريبة. إذ تستفيد الرباط من اتفاق التجارة والشراكة الاقتصادية مع 27 دولة أوروبية لجهة الرسوم الجمركية على الواردات الصناعية في الاتجاهين. وأكدت المصادر الصينية للصحيفة، أن المغرب بات شريكاً مهماً في المجال الصناعي، وهو بلد مستقر في منطقة مضطربة، وله تجربة في صناعة السيارات وأجزاء الطائرات. وتبني مجموعة "هيتي" الصينية العاملة في قطاع الطيران مدينة صناعية في طنجة، باستثمار يُقدّر ب 10 بلايين دولار بالشراكة مع "البنك المغربي للتجارة الخارجية"، تهدف إلى إقامة قاعدة صناعية متطورة على مساحة ألفي هكتار، موجّهة للتصدير نحو الأسواق الأوروبية والأمريكية والأفريقية في مجال السيارات والطائرات والكومبيوتر والتكنولوجيات الرقمية والاتصالات. ويتوافق المشروع الصيني مع برنامج "الإقلاع الصناعي المغربي" وزيادة حصة الصادرات إلى 25 في المئة من الناتج الإجمالي، وإضافة نصف مليون وظيفة جديدة. وتشمل الخطة أيضاً نقل بعض المصانع الصينية إلى المغرب، والدخول في شراكات استثمارية وتقنية عربية – أفريقية لغزو الأسواق القريبة.