لم تستسغ الصحافة الجزائرية نجاح المغرب في استقطاب المستثمرين الأجانب، فبعد انشاء الشركتين الفرنسيتين رونو وبوجو لمصنعين متخصصين في صناعة السيارات بالمملكة، تساءلت صحيفة tsa-algerie عن سبب اختيار الصين للمغرب من أجل إطلاق مشاريع صناعية كبرى بمدينة طنجة، ستفوق قيمتها 10 ملايير دولار خلال 10 سنوات . وأوضحت ذات الصحيفة أن المغرب يستحوذ على حصة الأسد فيما يخص الاستثمارات الموجهة للمنطقة المغاربية، حيث وقع شهر شتنبر الماضي على اتفاق شراكة مع شركة بوينغ الأمريكية للطائرات من أجل إنشاء منطقة صناعية متخصصة لمتعاقدي الشركة العملاقة بطنجة، وهو ما سيوفر 8700 منصب شغل، إلى جانب كل من مصنع "رونو" المتوسطي بطنجة الذي سيؤمن 50 ألف منصب شغل، ومشروع "بوجو سيتروين" بمدينة القنيطرة. وبالمقابل، تشير ذات الصحيفة، فشلت الجزائر في تنويع شركائها الاقتصاديين وجلب استثمارات ضخمة، إذ أن استثمارات الصين في الجزائر تهم فقط القطاع التجاري والمقاولاتي، وهو ما ينطبق على فرنسا التي أنشأت مصنعا لرونو بالجزائر موجه بالأساس للاستهلاك الداخلي، عكس المصنع الضخم الذي تم إنشاءه بالمغرب، "وهو ما يطرح التساؤل حول السبب الذي يجعل من المغرب الوجهة المفضلة للمستثمرين الأجانب"، تضيف الصحيفة الجزائرية. وأكدت صحيفة TSA، في محاولة للجواب على هذا السؤال، أن المغرب يتوفر على مجموعة من المؤهلات التي تجعله القبلة المفضلة للعديد من المستثمرين الأجانب، تهم أساسا البنية التحتية كميناء طنجة الذي يربط بين 167 ميناء حول العالم، واستطاع أن يتجاوز سقف 3 مليون حاوية من فئة 20 قدما، ويسعى أن يتجاوز سق 8 مليون حاوية. وإلى جانب البنيات التحتية، تضيف ذات الصحيفة، عمل المغرب على انشاء مناطق حرة بكل من طنجةوالقنيطرة، وهي الوسيلة اقتصادية التي تستخدمها العديد من الدول بهدف جذب الاستثمارات الأجنبية، إلى جانب الإعفاء الضريبي لمدة 5 سنوات على الشركات المستثمرة. وأكدت ذات الصحيفة أن المنطقة الحرة مكنت طنجة من استقطاب ما لا يقل عن 475 شركة أجنبية، مشيرة إلى أن الاستثمار الأخير للصين بالمغرب كانت بمثابة "صفعة قوية للجزائر"، كشف أن هذه الأخيرة مجرد سوق لبيع المنتوجات الصينية. يشار إلى أن المغرب وقع مطلع الأسبوع الماضي على بروتوكول متعلق بإحداث مدينة محمد السادس طنجة تيك، الذي ستشرف على إنجازه جهة طنجة- تطوان- الحسيمة، والمجموعة الصينية "هيتي"، ومجموعة البنك المغربي للتجارة الخارجية. وقال رئيس مجموعة "هيتي" الصينية، لي بياو، يوم الاثنين 20 مارس الجاري بطنجة، إن المملكة المغربية، بمؤهلاتها القوية، توفر مناخا "مثاليا" للأعمال بالنسبة للمستثمرين الصينيين. وأوضح بياو في كلمة أمام جلالة الملك محمد السادس، خلال حفل التوقيع على بروتوكول اتفاق لإحداث مدينة جديدة مندمجة اقتصاديا وصناعيا بطنجة أن "الاستقرار السياسي والاجتماعي للمغرب، مع اقتصاد منفتح على العالم ومندمج في قنوات التبادل الدولية، وتمركز مجموعات صناعية عالمية رائدة في قطاعات عالية الجودة والتنافسية، عوامل تجعل من المغرب البيئة الاستثمارية المثالية بالنسبة للمستثمرين الصينيين". وذكر بأنه منذ 11 ماي 2016، خلال الزيارة الملكية للصين، تم إرساء شراكة بين الصين والمغرب من أجل الارتقاء بالاقتصاد والتعاون التجاري إلى مرحلة جديدة.