خلفت الزيارات الأخيرة التي قام بها رئيس المجلس البلدي لأكادير صالح المالوكي لعدد من الأحياء الشعبية بالمدينة، ردورد فعل متباينة، بين من يعتبر الزيارة تحركا عاديا يعكس اهتمام الرئيس بمشاكل الساكنة، فيما اعتبرها آخرون حملة انتخابية سابقة لأوانها، خصوصا وأن المالوكي هو وكيل لائحة حزب العدالة والتنمية في الانتخابات التشريعية ليوم 7 أكتوبر المقبل. وفي هذا الإطار اعتبر البرلماني عن حزب الاتحاد الاشتراكي جواد فرجي أن تحركات المالوكي الأخيرة، تدخل في إطار الحملات الانتخابية السابقة لأوانها، مشيرا أن الرئيس يستغل منصبه كرئيس للبلدية من أجل التواصل مع المواطنين وتقديم وعود لهم في هذه الفترة التي تسبق الحملة الرسمية للانتخابات، وهو الأمر الذي لا يتأتى لمنافسيه المحتملين في الانتخابات النيابية المقبلة. وأضاف فرجي في تصريح ل "العمق المغربي" أن المناطق التي زارها المالوكي تعرف مشاكل مستعصية منذ زمن وأنه بتقديمه لوعود للساكنة من أجل حل تلك المشاكل هو محاولة لنيل أصواتهم في الاستحقاقات المقبلة، خاصة وأن المناطق التي زارها المالوكي، يضيف فرجي هي مناطق لازالت غير محسومة انتخابيا لصالح حزب العدالة والتنمية، وأن الرئيس بتحركاته هذه يريد أن يضمن أصواتهم في تشريعيات 7 أكتوبر. وأشار أن تحركات المالوكي لم تأت إلا بعد أن تم الإعلان عن كون المالوكي هو وكيل لائحة حزب العدالة والتنمية خلال الأيام الماضية، مبرزا أن تصرفات المالوكي هذه تتنافى وما سبق لحزب العدالة والتنمية أن سبق وأن اشتكى منه من كون بعض الأحزاب تستغل نفوذها من أجل الدعاية لمرشحيها بعيدا عن منطق تكافؤ الفرص بين المرشحين، داعيا إلى أن يعطي الحزب النموذج عند وجوده في موقع المسؤولية. وتمنى فرجي الذي يتوقع بأن يكون وكيلا للائحة حزب الاتحاد الاشتراكي بأكادير، أن يحتكم مسؤولو حزب العدالة والتنمية إلى ضمائرهم في تحركاتهم الأخيرة، ضمانا لأن تكون فرص المرشحين في الانتخابات المقبلة متكافئة، داعيا السلطات المحلية إلى العمل على ضمان مرور الانتخابات المقبلة في ظروف تطبعها المسؤولية وتكافؤ الفرص، مشددا على أن التحركات الميدانية للمالوكي لا يمكن أن تزيد أو تنقص من شعبية حزب البيجيدي. وفي المقابل، اعتبر نائب رئيس بلدية أكادير محمد باكيري، أن زيارة الرئيس وبعض نوابه لعدد من الأحياء بأكاير، هي تحركات مبرمجة وليس لها ارتباط بأي هاجس انتخابي، مشيرا أن الرئيس من حقه أن يتفقد الأحياء لأنه توجد بها مشاريع يتم إنجازها في إطار سياسة المدينة، وأنه ملزم بتتبعها عن كثب. وأضاف باكيري في تصريح لجريدة "العمق المغربي" أن زيارة الرئيس المالوكي لعدد من الأحياء بأكادير تأتي أيضا بطلب ملح من طرف عدد من جمعيات المجتمع المدني، التي تريد أن يطلع الرئيس على حاجيات الأحياء ومعرفة المشاكل التي تعاني منها عن قرب، مشيرا أن أزيد من 400 جمعية شاركت خلال ماي الماضي في الورشات التشاركية المتعلقة بإعداد برنامج عمل الجماعة وطالبت بأن يقوم الرئيس بزيارات ميدانية لعدد من أحياء المدينة. واعتبر أن وصف تحركات الرئيس بأنها دعاية انتخابية سابقة لأوانها، يأتي من بعض الأطراف السياسية التي لها نظرة معينة لعمل المجلس البلدي لأكادير، مشيرا أنه من الطبيعي أن ينظر هؤلاء الخصوم السياسيين لتحركات الرئيس بأنها ذات بعد سياسي وانتخابي، مشددا على أن تلك التحركات تدخل في إطار أداء الواجب وفق برنامج مسطر ولا علاقة لها بأي حسابات انتخابية.