احتفلت الوكالة البرازيلية للتعاون، أمس الخميس في برازيليا، بالذكرى ال 30 لتأسيسها، وذلك بحضور وفود تمثل العديد من المنظمات الدولية والبلدان، من بينها المغرب. ويمثل المملكة في هذه الاحتفالات، التي تمتد على مدى يومين، السفير المدير العام للوكالة المغربية للتعاون الدولي، محمد مثقال، الذي أبرز في مداخلته بمناسبة مائدة مستديرة لتقديم عرض حول "اتفاقيات الشراكة للتعاون جنوب- جنوب بين البلدان النامية من منظور وكالات هذه البلدان"، أهم المراحل التي قطعها المغرب برعاية الملك محمد السادس، في تكريس التعاون جنوب جنوب، خاصة مع الدول الإفريقية، من خلال استحضار البعد الإنساني التنموي كما ترجمتها الشراكات التي أبرمها المغرب مع عدد من دول القارة ضمن إطار احترام إمكانيات وخصوصيات وإستقلالية هذه الدول في اختيار نموذجها التنموي، وجعل الإنسان محور السياسات التنموية عبر دعم الرأسمال البشري بمحاربة الفقر والتهميش وإنجاز مشاريع ملموسة في مجالات التنمية المستدامة والطاقات المتجددة ودعم المشاريع المدرة للدخل والصحة والتكوين. واعتبر السفير أن المغرب انخرط في سياسة تعاون جنوب جنوب عبر مقاربة شاملة تستجيب لتحديات إفريقيا مع جعل مصيرها بيدها، موضحا أن منطق رابح رابح هو الذي يحكم الشراكة جنوب جنوب مع الدول الإفريقية وفقا لرؤية الملك محمد السادس، لذا شدد السفير المدير العام للوكالة المغربية للتعاون الدولي على أن "مشاركة المغرب في هذا الاحتفال، بدعوة من الوكالة البرازيلية للتعاون، يؤكد الدور الريادي والرؤية الفعّالة والتضامنية للملك محمد السادس لتعزيز وتطوير التعاون جنوب-جنوب، كما تأتي هذه المشاركة لتكرس مكانة المغرب في إفريقيا، القارة التي جعلتها المملكة أولوية في سياستها الخارجية". وذكر مثقال في هذا السياق بدور الوكالة المغربية للتعاون الدولي في هذا الإطار، من خلال مواكبة مسلسل الشراكة جنوب جنوب مع إفريقيا وباقي دول العالم، باعتبارها أداة الدبلوماسية المغربية بامتياز تعمل بتنسيق مع وزارة الخارجية والتعاون الدولي، حيث تساهم الوكالة في مجالات التعاون التقني لأطر الدول الصديقة في شتى المجالات، إضافة الدعم الإنساني وتكوين الطلبة، حيث يبلغ عدد هؤلاء 9 آلاف طالب يواصلون دراستهم بالمغرب، 85 في المائة منهم أفارقة، يوجد من بينهم 7000 طالب يستفيدون مِن نظام المنح. كما أشار المتحدث ذاته، إلى عدد مِن المشاريع الكبرى التي ينجزها المغرب بإفريقيا من طرف مؤسسات القطاع العام والخاص، وعلى رأسها أنبوب الغاز Gazoduc الذي سيربط نيجيريا بالمغرب مرورا بمختلف الدول الإفريقية التي ستستفيد من هذا المشروع الهام عبر مدها بالكهرباء والطاقات المتجددة. وأضاف أن مشارِكة المغرب في هذا الحدث ببرازيليا تشكل "فرصة لتعزيز الشراكات الثلاثية بين الوكالة المغربية للتعاون الدولي ووكالات التعاون الدولية الأخرى من قبيل الوكالة البرازيلية للتعاون "التي ستدشن معها مناقشات لتطوير شراكة من شأنها مواكبة التنمية المشتركة بالقارة الإفريقية"، مذكرا في هذا الباب بعدد من الشراكات الثلاثية التي تربط الوكالة بالمانحين الدوليين والوكالات الدولية الأخرى للتعاون. في السياق ذاته، أجرى السفير المدير العام للوكالة المغربية للتعاون الدولي اليوم الجمعة عددا من الاجتماعات الثنائية مع نظرائه من البلدان المشاركة في هذا اللقاء ببرازيليا.