اعتبر موقع "أوكفورد بيزنيس"، أن المغرب أضحى يركز على القطاع الخاص والتكوين المهني بهدف تقليص العجز المسجل في مجال الكفاءات، مضيفا أن تطور التعليم العالي والمهني بالمغرب يسعى لتلبية حاجيات سوق الشغل بشكل أفضل من خلال الجمع بين المبادرات العامة والخاصة. وأوضح الموقع ذاته، أن شركة PSA بيجو ستروين المتخصصة في صناعة السيارات، قامت هي وشركاؤها مطلع 2017 بعقد عدة شراكات بالمغرب مع مؤسسات للتعليم العالي بغرض إنشاء مختبرات للإبتكار تدعى OpenLabs. وأضاف "أوكسفورد بيزنيس" أنه بموجب هذا الاتفاق، قامت الشركة الفرنسية المتخصصة في صنع السيارات بعقد شراكة مع خمس جامعات مغربية، وهي: مدرسة للمهندسين، واثنتين من الجامعات الأمريكية الموجودة في المغرب ومركز نقل التكنولوجيا في الجامعة الدولية بالرباط (مؤسسة شبه – عمومية). وأشار الموقع، أن مختبرات الابتكار OpenLabs التي تم إطلاقها بالمغرب هي جزء من شبكة دولية تدعى StelLab والتي تجمع رؤساء الجامعات ومختبرات البحوث التي أطلقتها شركة PSA في عام 2010، وتهدف إلى تطوير التعاون في مجال الابتكار مع المجتمع الأكاديمي العالمي. وأردف الموقع البريطاني، أن الاتفاق الذي وقعته شركة PSA هو بمثابة نموذج جديد للشراكات بين القطاعين العام والخاص في قطاع التعليم في المغرب، مضيفا أن عدد مؤسسات التعليم العالي التي أصبحت تعتمد نموذج PPP انتقلت من 16 من أصل 199 في العام الدراسي 2014-2015 إلى 23 من أصل 204 في 2015-2016 وفقا للأرقام الحكومية. وأكد أن ما يعرفه القطاع الخاص بالمغرب من تطور سيمكن من تشجيع المبادرات من أجل خلق كفاءات تلبي احتياجات سوق العمل من اليد العاملة، مضيفا أن هذا يعتبر تطورا مهما بحكم أن المغرب يحتل المرتبة 98 من أصل 130 دولة في مؤشر رأس المال البشري، حسب ما نشره المنتدى الاقتصادي العالمي، العام الماضي من قبل وبالتالي فقدت ثلاثة أماكن. وأضاف الموقع، أن الوكالة الأميركية للتنمية الدولية USAID عقدت شراكة مع السلطات المغربية من أجل إنشاء "مراكز التطوير الوظيفي"، وهذه المراكز المهنية ستوفر مجموعة من الخدمات للشباب، بما في ذلك ورش عمل لتطوير مهارات التعامل مع الآخرين وإعداد العمل. ويهدف هذا البرنامج إلى تحسين فرص العمل بالنسبة ل 100 ألف طالب بحلول عام 2020، وقد تم خلق منصة مهنية على الانترنت والتي تم إطلاقها في مايو من العام الماضي تسمح باستكمال الإجراءات في هذا الاتجاه، حسب موقع "أوكسفورد بيزنيس"، الذي أضاف أنه منذ خلق المنصة، تم تسجيل أكثر من 100 ألف زيارة لها و4300 تسجيل للاستفادة من خدمات المساعدة للبحث عن وظيفة. وكشف المصدر ذاته، أنه و ابتداء من عام 2017، وقع مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل (OFPPT) ومجلس جهة سوس-ماسة اتفاقا لإنشاء ستة مراكز للتدريب ومركز لرجال الأعمال بتكلفة قدرها 330 مليون درهم (30670000 يورو) في منطقة سوس ماسة. ويهدف أساسا إلى تعزيز روح المبادرة والتنوع في المعروض من التدريب المهني، كما وقعت OFPPT اتفاقية مع جامعة ابن زهر في أكادير بجهة سوس ماسة لتطوير سلسلة من برامج دعم التدريب لريادة الأعمال. المصدر نفسه، أوضح أنه خلال أكتوبر الماضي، استقبل فرع جامعة باريس دوفين بالدارالبيضاء، أولى طلبته في 6 تخصصات مهنية ب"الماستر" تم إعدادها لتلبية احتياجات أرباب العمل المغاربة فيما يخص العقار، والصحة، وإدارة الأعمال، والهندسة المالية، والتمويل الإسلامي، والتدقيق والاستشارات. إلى ذلك، أكد الموقع البريطاني "أوكسفورد بيزنيس"، أن المغرب ينتهج استراتيجية بعيدة المدى تركز على تحسين التعليم العالي والتكوين المهني بهدف إدماج الخريجين حاملي الشهادات في الاستراتيجية 2015 -2030 التي تم الإعلان عنها في مايو من سنة 2015، والتي ترتكز على ثلاث ركائز وهي إصلاح التعليم، والانصاف وتكافؤ الفرص، والتعليم الجيد للجميع والتقدم الاجتماعي. وأكد الموقع المذكور، أن التزام المغرب لفائدة التربية والتكوين يظهر جليا من خلال الإعتمادات المرصودة خلال سنة 2017 لذات القطاع حيث وصلت نسبة الميزانية المرصودة للقطاع 17.7 في المائة من الميزانية العامة للمغرب بمبلغ يصل إلى 64.44 مليار درهم، ورغم ضخامة المبلغ المرصود للتربية والتكوين خلال السنة الجارية،إلا أنه قد انخفض عن السنة الماضية بنسبة ب 2،2 في المائة.