أشاد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بشعب تركيا وبشهدائها الذين سقطوا في محاولة الانقلاب الفاشلة ليلة 15 يوليوز الماضي، وقال إن أسماء الشهداء ال 237 الذين سقطوا في المحاولة الانقلابية "سنكتبها على النصب التذكاري تماما مثل شهداء حرب التحرير.. وسننصب نصبا تذكارية عليها أسماؤهم لنخلد ذكراهم للأجيال المقبلة"، مشددا على أن مدبري الانقلاب سينالون جزاءهم، وأنه على أمريكا والغرب بصفة عامة أن "يستفيقوا" وألا يدافعوا عن هؤلاء الانقلابيين (الخونة)". وأكد أردوغان خلال كلمته، الجمعة، بأنقرة أن حقوق أقارب الشهداء محفوظة في إطار قانون الخدمة الوطنية، و"إن واجبنا هو حماية وخدمة عوائل الشهداء، وسنقدم لهم كل الإمكانيات التي تخولها الدولة، وسنجمع كل الدعم والآن وزارة السياسة الاجتماعية تعمل من أجل إطلاق حملة لجمع التبرعات عن طريق مختلف البنوك والمصارف كبنك الزراتي وبنك الأوقاف، ونحن ندعو كافة المتبرعين من أهل الخير ليتبرعوا لعوائل الشهداء". واعتبر أردوغان المحاولة الانقلابية ب"الجريمة التي لا يرتكبها إلا كافر.."، وتابع: "لا أتصور أن يفعل هذه الجريمة رجل تركي مسلم.. هؤلاء الخونة ليسوا أبناء هذا الشعب، كيف اندسوا داخل جنودنا، كيف اندسوا داخل شرطتنا ومؤسسات دولتنا، البعض في الغرب ينصحوننا أقول لهم استفيقوا.. يقول لنا الغرب إنه منزعج من الإجراءات التي نتخذها أقول للغرب اهتموا بأنفسكم ففي بلدي إذا حاول أحدهم الانقلاب وقتل 237 إنسانا وأصاب 2191 آخرين فكيف يقوم الغرب بالدفاع عن أولئك المجرمين القتلة؟!". وأضاف: "إنها عملية إرهابية.. وإذا شهد الغرب عملية إرهابية (راح ضحيتها) أربعة أو خمسة أشخاص فإنهم يقيمون الدنيا ولا يقعدونها". واستنكر الرئيس التركي الكيل بمكيالين للاتحاد الأوروبي والمجلس الأوروبي والغرب الذين لم "يزوروا تركيا ليعزوا في شهدائنا ومن دون أي حياء وحشمة يقولون كلامهم هذا.. ماذا يقولون؟ إن أردوغان عصبي؟". وأكد أردوغان أن الشعب التركي لا يركع إلا لله تعالى، وأضاف: "لم نخلق لنكون عبيدا للناس، ولن نكون عبيدا لأحد.. أتباع فتح الله غولن هم العبيد فاسألوهم كيف يكونون عبيدا، أتباع فتح الله غولن هم الذين يقولون إن شيخنا أقرب إلينا من حبل الوريد.. نحن نؤمن بأن الله تعالى فقط هو أقرب إلينا من حبل الوريد وليس أحد غيره". وشدد على أنه "لا تسامح مع من لا يعرف الرحمة.. ولن نسامح من لا يعرف الرحمة..". كما أشاد أردوغان بأحزاب المعارضة التي عارضت المحاولة الانقلابية ووقفت مع الحكومة التركية، وقال إن "حزب الشعب الجمهوري والحركة القومية وحزب العدالة والتنمية وقفوا معا جسدا واحدا دفاعا عن الديمقراطية.. إن هذه اليقظة وهذه النهضة في هذا الشعب تعزز من الأخوة ومن المصالحة الوطنية". وأضاف: "نحمد الله تعالى أن شعبنا إذا رأى وطنه مهددا يعتبر كل الخلافات مجرد فروع ويقف وقفة وطنية، وأنا كرئيس جمهورية أقول لرئيس الحكومة ورؤساء الأحزاب إن حزب الشعب الجمهوري والحركة القومية وحزب العدالة والتنمية اجتمعوا معا في رئاسة الجمهورية وأكدوا وقفتهم الوطنية في وجه الانقلاب، وقدموا رسائل قوية لمستقبل تركيا السياسي، أشكر لهم هذا الفعل.."، وتابع: "لم نجد أي حزب دعم الانقلاب، لا نجد أي منسوب لأي حزب وطني دعم الانقلابيين وهذا الأمر يبشرنا بخير كبير..". ووصف أردوغان حركة فتح الله غولن ب"فيروس السرطان"، وقال: "إنهم مثل فيروس السرطان، لقد تغلغلوا في جسد الدولة، ونحن نعمل على استئصال ذلك الفيروس وسنقوم بتطهير مؤسسات الدولة منه"، واستطرد: "إذا بقي هذا البلد رهين هؤلاء فإنه سيضيع.. علينا أن نطهر بلدنا من أولئك الخونة..". وأشار أردوغان إلى أن محاولة الانقلاب الأخيرة "تختلف عن سائر الانقلابات.. إنها لا تهدف للسيطرة على الحكم في الدولة بل تهدف للسيطرة على المجتمع كذلك لأن هذا الانقلاب إذا نجح فإن الانقلابيين كانوا سيبدؤون حملة في 16 من يوليوز تستهدف كافة المواطنين، لذلك فإن رئيس وزعيم تلك العصابة الانقلابية الذي يسكن في بنسلفانيا لن يستطيع أن يسيطر على هذا البلد وسيسلم عاجلا أم آجلا إلى تركيا". وخاطب الرئيس التركي المشككين في قدرة تركيا على الخروج سالمة بالقول: "إن كل من يشكك في قدرتنا على تحقيق تلك الأهداف، أقول لهم إن مستقبلنا براق.. لقد شهدنا كثيرا من الأحداث فيما سبق ولكن أحداث 15 تموز أثبتت الحقيقة وكشفت القناع عن الخونة"، وأضاف: "علينا أن ننظر إلى المستقبل ونسير نحوه". ووجه خطابه لكل من سبه أو اتهمه بالقول: "أنا أسامحكم وأسحب القضايا والدعاوى القضائية التي قدمتها في حقكم"، وتابع: "إنني إذا لم أستغل هذه القيم في هذه الفترة فإن أحدا لن يسامحنا، وأنا أدعو كافة الشعب لأن يتصرف بهذا الشكل في هذه الفترة الحساسة .. علينا أن نحاسب الانقلابيين وداعميهم داخل تركيا وخارجها ليس في إطار الانتقام ولكن عن طريق العدالة". واستطرد قائلا "علينا ألا نتسامح مع تنظيم بي كا كا وفتح الله غولن وكافة التنظيمات الإرهابية التي تهدد أمن تركيا وشعبه أو نتردد في محاسبتهم". عربي 21