أصدر المركز المغربي للدراسات والأبحاث المعاصرة كتابا جديدا، تحت عنوان: "التعليم الديني في المغرب تشخيص واستشراف"، والكتاب يحتوي على جزأين وملحق يضم إعلان الرباط لإصلاح التعليم الديني بالمغرب، وينطلق الكتاب من مقاربة تعتبر أن المتن التعليمي ليس بعدا معرفيا أو بعدا أخلاقيا فقط، ولكنه فضلا عن ذلك كله هو أيضا قيم ومواقف وتفاعل مع المتعلم لتشكيل شخصيته معرفيا وسلوكيا. ويسعى الكتاب إلى معالجة محتوى مناهج، وبرامج التعليم الديني بمنهجية تزيل أي تصادم بين مكونات الهوية الوطنية، الدينية، واللغوية، والجهوية، والإثنية؛ فتدعو إلى "التشبث بصيانة تلاحم مقومات الهوية الوطنية للمملكة المغربية كدولة إسلامية ذات سيادة كاملة، الموحدة بانصهار كل مكوناتها والغنية بروافدها"، وذلك في معرض جوابها المنهجي والعملي عن هواجس الانشغال بقضايا مثل أنماط التدين الوافد، وأسئلة عدم التمييز على أساس ديني، أو اثني، أو لغوي والانشغال بعلاقة الثوابت الدينية وبالقيم الكونية. وتتجلى أهمية الكتاب في شمولية المحاور، وتنوع المقاربات، والتأني في المعالجة، وتخصيص غلاف زمني يزيد على ستة أشهر لإنجاز الأبحاث، والتحكيم العلمي لهذه الأوراق من طرف أكاديميين مختصين، وعرض جميع الأوراق في أربع ندوات علمية على امتداد يوم كامل يوم 31 دجنبر 2016؛ كل ذلك بهدف الإسهام العلمي والهادئ –لتجاوز المقاربات الإيديولوجية والمتعجلة بغير علم- في مناقشة أحد أبرز الموضوعات التي يحتدم فيها النقاش العمومي.