شهدت جلسة محاكمة أعضاء فصيل "النهج الديمقراطي القاعدي - البرنامج المرحلي" المتورطين في الاعتداء على الفتاة القاصر شيماء بكلية العلوم مكناس، أمس الأربعاء، تأثر وكيل الملك أثناء مرافعته بالاعتداء الذي تعرضت له شيماء، حيث غلبته الدموع أمام الحاضرين. وعبر وكيل الملك في مرافعته التي أثرت في الحضور، الحالة النفسية المزرية التي كانت عليها الضحية بعد تعرضها للاعتداء بالحرم الجامعي. وقررت هيئة الحكم في جلسة يوم أمس التي تعد السادسة ضمن ملف متابعة المعتدين على الفتاة شيماء، ختم الجلسة وحجز الملف للتأمل لجلسة 27 شتنبر المقبل. وفي مرافعته، تطرق دفاع شيماء التي تم حلق شعرها واجتثاث حاجبيها في "محاكمة جماهيرية" على الطريقة الداعشية، إلى ما اعتبره "كارثية" الجريمة في حق القاصر التي لا يربطها بالجامعة سوى البحث عن لقمة عيش بعملها في مقصف الكلية، من طرف فصيل يدعي الانتماء لفكر تقدمي. وأكد المحامي نور الدين فكري من دفاع الضحية في تصريح لجريدة "العمق المغربي"، أن المتهمين تمتعوا بكافة حقوقهم التي طالبوا بها، والتي تهم إجراء خبرة طبية بخصوص تعرضهم للتعذيب في مخافر الشرطة، والتي أتت سلبية وعكس اداعاءاتهم، وتمتيعهم بحقهم في الزيارة وعدم حضور جلسة محاكمة. من جهة أخرى، ركزت مرافعات دفاع المتهمين على الحديث أن شيماء كانت ضحية لما وصفوه ب "التحكم"، معتبرين أن جهات "سلطوية" تدافع عنها وتريد الزج بالطلبة "الذين هم أطر الغد في السجن"، وذلك دفاعا على أعضاء تيار "البرنامج المرحلي" المعروف بتبني العنف واستعمال الأسلحة البيضاء في تصفية الحسابات مع مخالفيه. وكانت عناصر الأمن قد اعتقلت أواخر شهر أبريل الماضي عددا من المحسوبين على الفصيل اليساري الراديكالي المذكور، على خلفية الجريمة التي هزت الجامعة المغربية، بعد أن عمد عناصر "البرنامج المرحلي" إلى عقد ما يسمونه "محاكمة جماهيرية" في حق الفتاة القاصر شيماء التي تشتغل في مقصف الكلية، والحكم عليها بحلق شعرها واجتثاث حاجبيها، إضافة إلى تعنيفها وتعنيف شقيقتها التي حاولت إنقاذها من بطش الفصيل المعروف بتبنيه للعنف. وكان وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بمدينة مكناس، قد قرر متابعة 9 متهمين في حالة اعتقال، محسوبين على ما يسمى "فصيل النهج الديمقراطي القاعدي – البرنامج المرحلي" الذي كان وراء الاعتداء الشنيع الذي تعرضت له شيماء بداخل الحرم الجامعي. ويتابع جزء من المعتقلين في قضية الاعتداء على الفتاة القاصر شيماء، بتهم "الاحتجاز، والتعذيب والجرح العمدين باستعمال السلاح في حق قاصر دون سن الثامنة عشر، والتهديد باستعمال السلاح، والإيذاء، والسرقة، وحيازة السلاح في ظروف من شأنها الإخلال بالنظام العام". وحسب المحضر الصادر عن وكيل الملك بالمحكمة ذاتها، يتابع المتهمون الباقين من التسعة بتهم تتعلق ب"الاحتجاز، ومحاولة إضرام النار عمدا، والتهديد بالقتل، والتهديد باستعمال السلاح، وحيازة السلاح في ظروف من شأنها الإخلال بالنظام العام، واقتحام مؤسسة جامعية، وعرقلة سير العمل والدراسة بمرفق عمومي، وإتلاف منشآت معدة للمنفعة العامة، وإلحاق خسائر مادية بملك الغير". إلى ذلك، مازال المسؤول الأول في فصيل "النهج الديمقراطي القاعدي – البرنامج المرحلي" زوهير بلعياشي الذي تتهمه شيماء بالقيام بعملية حلق شعرها وحاجبيها مع زكية بيا، (مازال) حرا طليقا يتجول ببعض مرافق الجامعة، في الوقت الذي صدرت في حقه رفقة أربعة آخرين مذكرة بحث وطنية، ولم يتم إلقاء القبض عليهم إلى حدود اليوم. وأكدت مصادر طلابية متطابقة لجريدة "العمق المغربي" في وقت سابق، أن المتهم المذكور ظهر عدة مرات بعد الحادث في الحي الجامعي بمدينة مكناس، وأنه ظل يقطن بإحدى الغرف بالجناح "سي" إلى غاية نهاية شهر يونيو. ويشار إلى أن زوهير بلعياشي قيادي في فصيل "النهج الديمقراطي القاعدي – البرنامج المرحلي" بجامعة مكناس، وأنه من نطق بحكم حلق رأس وحاجبي شيماء في "المحاكمة الجماهيرية" التي شهدتها كلية العلوم يوم الثلاثاء 19 ماي، حسب ما سبق أن أكدته ضحية الاعتداء في تصريح سابق بالصوت والصورة لجريدة "العمق المغربي".