قال القطاع النسائي لجماعة العدل والإحسان بتنغير، إن "الطفلة إيديا، إغتالتها أيادي الفساد، لأن ذنبها الوحيد أنها ولدت في المنفى"، مضيفا أنها "لقيت حتفها بسبب الإهمال وسوء التشخيص بعد تعرضها لحادث كان ليكون بسيطا لو عوملت كالبشر وتم إسعافها في الوقت المناسب، لكن براءتها لم تعفيها من نصيب الحكرة؛ فالمستشفى المحلي والإقليمي يفتقران للأسف لأدنى الشروط التدخل في الحالات المستعجلة رغم أن حجاجه طيف واسع من المرضى في الإقليم كله". وأضافت نساء الجماعة بتنغير، في بيان لهن، توصلت جريدة "العمق" على نسخة منه، أن "موت الطفلة إيديا ما هو إلا إضافة إلى قوافل الموت التي لا تتوقف في مغرب سماه المستعمر غير نافع ونسميه في عهد المعمرين الجدد المغرب العميق، وما يجعل الصورة أكثر قتامة هو تكرارها في غياب تام للمحاسبة في ظل فساد الإدارات وتحت رعاية دولة يطحن فيها المواطن، وتغتال فيها البراءة، ويحرق صاحب الحق نفسه". وأردف البيان ذاته، أن "الدولة العميقة التي تطحن المغرب العميق، ولوبيات الفساد التي تنهب ثروات البلاد نهبا دون رحمة، هي عصابة من المتنفذين من ذوي السلطة والسطوة، سقفهم أعلى من كل القوانين وفوق كل محاسبة، يفقرون بلدا له من الإمكانيات الكثير، وليس له منها حتى ما يغطي تكلفة علاجه، فيضيع حقه في الحياة". وتساءل القطاع النسائي للجماعة، "إلى متى يشعلنا الغضب كلما أنتج الفساد وموت الضمائر فاجعة من الفواجع في بلاد السيبة التي تتحكم في مصيرها العصابات، نستنكر ونشجب ثم نركن للأمر الواقع إلى حين أن تشعل غضبنا الفاجعة الموالية، فماذا بعد الغضب والاستنكار؟". وأعلن القطاع النسائي للجماعة، "تضامنه المطلق واللامشروط مع الأسرة المنكوبة ومساندته لها في أي شكل من الأشكال التي تتخذها للاحتجاج ضد الوضع الذي تسبب في اختطاف فلذة كبدهم"، معلنا تضامنه الكامل "مع كل من مورست عليه سياسة الطحن في هذا البلد الحبيب سواء منهم من على صوته بالتنديد للمطالبة بالحقوق، كما هو الشأن بالنسبة لساكنة إميضر التي تجاوزها الزمن بينما تسير فوق أكبر منجم للفضة في إفريقيا، أو من لاذ بالصمت خوفا وقهرا أو ربما جهلا". وأكد البيان نساء الجماعة، تضامنه أيضا "مع اللواتي خرجن في مسيرة تنغير من أجل المطالبة بمستشفى يكفيهن حق الأمل في الحياة بعد الجروح العميقة التي حفرتها سنون الإهمال والتهميش"، مطالبا في السياق ذاته، "بمحاسبة المسؤولين عن الفاجعة، فإذا كان الموت من قدر الله تعالى والإيمان به من تمام الإيمان كله، فالقاتل مجرم وجب محاسبته وكل متسبب في الموت فهو قاتل". وتساءل البيان ذاته، عن "جدوى المنتخبين الجماعيين والبرلمانيين الذين "يمثلون" مناطق المغرب العميق عن جدوى تمثيليتهم إن لم يستطيعوا أن يجلبوا لهذه المناطق حتى أبسط التجهيزات فالأحرى بهم بعد موت الطفلة إيديا أن يقدموا استقالاتهم على الأقل". وتابع البيان، قائلا: "نخاطب الدولة التي تسوق للمغرب على أنه أجمل بلد في العالم، هل هذا هو ما تتحدث عنه الصحافة المعلومة وتسميه استقرارا يجعلنا أفضل حالا من سوريا؟"، مهيبا "بالشرفاء في هذه المدينة الكريمة للتكتل في جبهة تنسق الجهود من أجل التصدي للفساد وقطع الطريق عن المفسدين بفرض رقابة شعبية تتابع كل الملفات".