تسبب تصريح لرشيد الطالبي العلمي في كلمة له بمؤتمر إقليمي لحزب الأحرار بتطوان، في موجة من الغضب وسط عدد من الاتحاديين، وذلك بعد أن اعتبروا أن قول العلمي إن سبب استماتة حزبه في الدفاع عن دخول حزب الاتحاد الاشتراكي للحكومة، جاء منسجما وقناعة حزب الأحرار التي تقول إنه "للي قوي كاع مكيحتاجنا ولكن للي ضعيف منخليوهش يموت"، يمثل إهانة للاتحاد وتاريخيه. وكان العلمي قد دافع في كلمته نهاية الأسبوع الماضي، عن تحالفه مع حزب لشكر، قائلا إنه "إذا كنآمنوا فعلا بالحقوق والحريات فإن اندثار هيئة سياسية واحدة، وخصوصا الممثلة في البرلمان هو ضد مبدأ حماية حقوق الأقليات"، مشددا على ضرورة "حماية حقوق الأقليات حتى لا تُرمى في شارع المعارضة"، حسب قوله. وفي هذا السياق رد القيادي بحزب الاتحاد الاشتراكي حميد جماهري بمقال ساخر تحت عنوان "شكرا بابا الطالبي"، "أقر" من خلاله بأن التجمع الوطني للأحرار أنقذ حزب الاتحاد الاشتراكي من الاندثار، في إطار الحفاظ على الأقليات، قائلا إن "هذا اليوم سيصبح اليوم العالمي للأقليات، وكائنات الاتحاد الموشكة على الانقراض". واعتبر جماهري أن كلام الطالبي العلمي وحده كاف لكي يرحل أحمد خيار (مناضل اتحادي توفي أول أمس السبت في مراكش، بعد أن قضى 21 عاما في السجن إثر الحكم عليه بالإعدام في عقد الحسن الثاني)، عن دار الدنيا وهو مرتاح البال بأننا سنبقى بلا فناء، وأن يدخل اليوسفي في منفى سحيق أو يغلق عليه بابه إلى الأبد بدون ندم على التناوب المجهض، وأن يعلن الشهداء أنهم يفضلون مشاهدة التلفزيون على مشاهد الجنازات الطويلة ويعلنون أيضا عن توبة نصوح تحت أعواد المشنقة. وأضاف جماهري مخاطبا العلمي: "شكرا لأنك حافظت على إرث كبير، فالطالبي أنقذنا أيام الراحل الحسن الثاني من الاندثار والحل والذوبان، وهاهو اليوم في عهد الملك محمد السادس ينقذنا من الانقراض كما يليق بكل مؤمن بقضايا البيئة والصوم عن اللحوم الحمراء وأصدقاء الريجيم النباتي ... فنحن أيضا كائنات فلاحية وموشكين على الانقراض كسمك القرش والكوالا والدببة القطبية ونمور سوماترا من اختصاص وزارة الصيد البحري...". وفي الإطار ذاته قال القيادي الاتحادي مهدي مزواري: "إذ صح إعلان هذا الكلام .. ما يجب أن يتذكره البعض، أن الاتحاد الاشتراكي حاجة وطنية مجتمعية لا يستمد شرعيته وأصوله من الدهاليز المعلومة للإدارة واللوبي الاقتصادي المتنفذ"، مشددا على أن "الحركية المجتمعية هي من تحكم على أحقية الاتحاد من عدمها، و ليست وكالات التنقيط الظرفية الجديدة المتحولة في سياق مبدئي ثابت". وعقب مزواري في تدوينة له على كلام العلمي بالقول أنها "وحدها دروس سريعة ربما في التاريخ والأنثروبولوجيا كافية ليفهم البعض من هو الأقلية الحقيقية في البلاد (مع كل الاحترام لكل الأقليات المدافعة عن مبادئها)"، مشيرا أن كلام الطالبي العلمي هو "إيمان داخلي راسخ لدى بعض المنتسبين إلى الهولدينغ الحزبي الجديد، الوافد المتجدد على الحياة الديمقراطية في البلاد (مع احترام لحظة من التاريخ)، بحسب تعبيره.