شدد خبراء وأستاذة جامعيون، في ندوة علمية بمدينة مراكش، على أهمية الرأسمال الترابي في تحقيق التنمية المحلية، مشددين على ضرورة الاعتماد على المناهج الحديثة للتدبير العمومي الاستراتيجي للإجابة عن الأوضاع الجماعية الراهنة، وكذا تحلي الفاعل الترابي بالمسؤولية اللازمة والانضباط لمعايير الحكامة الجيدة. وأجمع المتدخلون في الندوة التي نظمها مركز تكامل للدراسات الأبحاث، على ضرورة تحقيق الأهداف الاجتماعية من خلال مردودية العمل الجماعي، وأن تجمع قرارات المنتخبين بين البرنامج السياسي والقرارات التدبيرية الخاضعة لإكراهات السوق، وكذا مواكبة الدينامية المحلية من خلال الرهانات المحلية وكذا التنافسية الترابية. وأبرزت المداخلات على أن موضوع الرأسمال الترابي يعد محل قلق عندما يتعلق الأمر بمدن العالم النامي المتسمة بترهل إطارات الإعداد الترابي بها، قانونيا، تنظيميا، و مؤسساتيا، الأمر الذي يطلق العنان لدينامية التمدين لنخر البنيات المجالية و الاجتماعية و الاقتصادية للمجال الريفي المحاذي لهذه المدن. وأبرزت الندوة العلمية التي احضتنها قصر البلدية بمراكش نهاية الأسبوع، على أن الرأسمال الترابي هو مفهوم "معقد"ويصعب تحديد دقيق له دون التركيز على نقط محددة تمكن من تقديم صورة عن المجموع، وأنه يشكل مجموع المعطيات التي يتوفر عليها التراب سواء كانت مادية أوغير مادية والتي تشكل في نهاية المطاف الصورة العامة للتراب. إلى ذلك، شددت الندوة على ضررة سن سياسة جبائية للدولة، وأن تنسجم هذه الساسية مع سياسات الجماعات الترابية، مما يدعو إلى تبسيط النظام الجبائي المحلي الذي اعتبر في الندوة بأنه "ضعيف" رغم أنه يعد المصدر الأساسي لمداخيل الجماعات المحلية، وتم اقتراح إحداث ضرائب محلية وتعزيز السلطة الجبائية للجماعة، وتأهيل الرأسمال البشري وإخراج المراسيم التنظيمية لتسريع تفعيل المقتضيات الجديدة لقوانين المجالس الجماعية. ويعتبر الرأسمال الترابي، حسب متدخلين في الندوة العلمية المنظمة بشراكة مع المجلس الجماعي لمدينة مراكش، آلية من آليات التنمية يخضع في استيعابه إلى إعادة التشكيل و التجديد نتيجة طرق التدبير الهادفة إلى تحقيق التنمية بمقاربات عملية، كما ذهب متدخلون إلى أن سوء تدبير الرأسمال الترابي يؤدي إلى الدخول في أزمات تستوجب تبني التنمية الترابية كبديل جديد للمقاربات السابقة. في هذا الصدد، أكد رئيس مركز تكامل للدراسات والأبحاث عبد الرحيم العلام، في تصريح لجريدة "العمق" على هامش الندوة، أن تنظيم مثل هذه الندوات المحلية، يأتي ضمن أهداف المركز المتمثلة في خلق دينامية علمية محلية، والمساهمة في التنمية بمنظور علمي، كما أكد أن أعمال الندوة العلمية سيتم طبعا في كتاب.