توقف جريدة التجديد، المنبر الإعلامي لحركة التوحيد و الإصلاح، لم يكن خبرا مفاجئا، بل كان منتظرا، و اتخاد القرار كان مجرد مسألة وقت. ولن أخوض في الأسباب الذاتية والخارجية التي كانت وراء التوقف. ولكن أثارني أن السبب الرئيسي حسب بلاغ الجريدة هو عجز مالي محض وخصوصا قلة الإشهارات والإعلانات. فتبادر لذهني أنه كيف لتنظيم دعوي كبير كحركة التوحيد والإصلاح لم يتمكن من إنقاذ منبره الإعلامي. لماذا لم تجند الجهود لجمع الأموال والتبرعات كما جمعت لشراء مقرات. وكما جمعت الأموال كلما نادت القيادة لذلك بالاكتتابات التي يتجند لها أعضاء الحركة بكل تفاني. لماذا لم تستطع أن تجد في صفوفها مستثمرين لضخ دماء جديدة ولإنعاش منبرها الإعلامي، الذي هو ثمرة جهود بدأت مع الصحوة والراية والإصلاح إلى أن وصلت للتجديد. جهود عض عليها بالنواجد بعض من يؤمن بأهمية الإعلام لكل مشروع ثقافي فكري أو دعوي.. فتوقف التجربة هو نتيجة بالأساس إما لأن الحركة لا تؤمن حقيقة بضرورة وجود إعلام قوي يدعم و يترجم (مشروعها)، أو لأنها تريد إعلاما ولكن لا تؤمن بأنه يحتاج لرؤية واضحة، تجلب له خبراء إعلاميين، ويتكلف بالمشروع طاقمها الصحفي الحالي بمعية طاقات إعلامية جديدة. فتوفر لهم المناخ لعمل بحرية ومهنية صحفية، فلا يضطر بعضهم لتركها بمجرد أن تفتح لهم فرصة، يجدون فيها حيزا أكبر من المهنية وراتب أحسن، وهذا حقهم الطبيعيي، دون أن ننسى الذين ضحوا بعروض مغرية مهنيا وماديا ولكن رفضوها لإيمانهم بجريدتهم. واليوم يكافؤون بإغلاق أبوابها في وجوههم. فتحية لأقلام التجديد كل واحد باسمه وكل واحدة باسمها، وتحية لكل جنود الخفاء الذين أعطوا الكثير لجريدتهم. تحية لكل الطاقم التجديدي التي صمد من أجل مشروع فرطت فيه للأسف حركة التوحيد و الإصلاح. فهل ستفتح هيآتها تحقيقا أو على الأقل تحليلا موضوعيا لمعرفة من أغلق فعلا التجديد ...أهو غياب الإشهار أم غياب شيء آخر ؟!