أشارت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية إلى أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يظهر جانبا كبيرا من التقوى المسيحية، لكن عندما يتعلق الأمر بالحرية الدينية، فإن نظامه لا يختلف عن الاتحاد السوفيتي. وقالت إن قانون مكافحة الإرهاب الجديد يمنع النشاط التبشيري والعبادة الخاصة، وبموجب القانون، الذي سيدخل حيز التنفيذ الأسبوع المقبل، يجب أن يتبع كل المبشرين منظمات “مسجلة”. كما يحظر القانون التبشير خارج المواقع الدينية المعترف بها رسميا، وسيتم تغريم المخالفين بغرامات تصل إلى 780 دولارا وكنائسهم 15500 دولار. ومن المحتمل أن تتأثر جميع الأديان، بما في ذلك الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، لكن الطوائف الأصغر عرضة بشكل خاص للآثار السلبية المنعكسة على حرية الضمير. فالمسيحيون الإنجيليون غالبا ما يتعبدون في كنائس المنازل، لكن التفسير الواسع للقانون يعني حظر مثل هذه التجمعات. وترفض بعض الطوائف الإنجيلية التسجيل الرسمي كمسألة ضميرية. وقد أرسل زعماء البروتستانت خطابا مفتوحاً للرئيس بوتين يقولون فيه “إن التاريخ السوفيتي يظهر كيف تم اضطهاد الكثير من الناس من مختلف الأديان لنشر كلمة الرب. وهذا القانون يعيدنا إلى الماضي المشين”. وأوضحت الصحيفة أن هدفاً واضحاً آخر هو المورمون. فكنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة تضم نحو 23 ألف روسي، وتعد التبشيرات في الكنيسة نشطة ولديها وجود واضح في العديد من المدن الروسية. وقد كانت المورمونية لفترة طويلة رائجة بين المتشددين القوميين الروس، الذين يتهمون كنيسة قديسي الأيام الأخيرة بأنها “طائفة شمولية” وذراع لوكالة المخابرات المركزية. وصرح قائد الكنيسة في بيان قائلا: “إن الكنيسة ستحترم القانون”، وتعهد بأن المبشرين سيبقون في روسيا في حين تقوم الكنيسة بدراسة الإطار القانوني الجديد. يأتي التشريع كجزء من حملة واسعة لفرض النظام ضد المجتمع المدني المستقل في روسيا، والتي تتضمن أيضا قيودا جديدة صارمة على مؤسسات الفكر الأجنبية. واختتمت الصحيفة بأن هذا القانون تذكرة لفشل روسيا المأساوي لتطوير مجتمع حر بعد انهيار الشيوعية.