في أجواء مشحونة بالغضب والفزع ، مكدسة بالسب والشتم ، مكتظة بالرأي والرأي الآخر ، تزداد التكهنات حول مصير حزب العدالة والتنمية ، بعد قارات قيادته بخصوص تشكيل الحكومة ، و التنازلات المقدمة من قبل قيادته التي لا تكاد تنتهي ، برز رأي يقول بأن انقسام العدالة والتنمية مسألة وقت ، وأن من صمم الحكومة قد وضع في حسبانه ضرب الصف الداخلي للحزب قبل صورته أمام الشعب ، خصوصا بعد إعفاء رئيسه والعدول عن شروطه . لكن الحديث عن انقسام الحزب أمر بعيد المنال ، خصوصا مع التحام قيادة الحزب ووحدتها في القرار ، ودعمها لرئيس الحكومة في خطوته نحو الانفتاح عن عدد أكبر من الأحزاب ، لكن هذا الأمر لا يمنع الثورة داخل الحزب من قبل شبابه فهي أمر لازم ، لكي لا يعشش منطق المصلحة الشخصية ، وترتاع أفكار الاستفادة ، وتتكدس رغبة الوصول ، و لأن الأغصان التي لا تجد قوة شابة تحركها وتسقط الأوراق اليابسة ، تموت سريعا... وهذا حال عدد من الأحزاب التي تطبع شبابها وشيبها ، وأصبح الشباب طواق للوصول نحو المناصب بكل الوسائل والطرق ، وفقدت قوتها في خلق نفس جديد بداخلها . التجديد قائم بل هو سنة الله في خلقه ، لكن التجديد وفق منطق يقبله العقل ويستوعبه المجتمع ، لا تفريط ولا إفراط ، لا نخفي غضب الشباب، وعلى الحزب أن يتحمل ، ويؤمن المجال لسماع صوت الجميع ... وهو صوت التقويم إذا انزاح الربان عن المسار . أمر الله كل خير ، لكن العقل يفك والقلب يعتصر ... صحة القرار أو خطأه توضحها الأيام ، لكن الجلي اليوم أن الأحزاب تشتغل بمنطق " الوزيعة " ومن لم يقبل قد ساعد على ذلك بقصد أو دون قصد ! الإصلاح في الأرض مستمر ، فهو أساس الكون ، وإن بذل قوم يأتي الله بمن يحمل المشعل من بعدهم ، التاريخ يسجل والايام تكشف ما كان مخفي . الحسني محمد.