اتصلت بأمي العزيزة كعادتي كل صباح لتكون بدايته بجرعة من صوتها الدافئ ودعواتها اليومية... ولكن لم أهنئها بعيد الأم.... ليس لأنني أجزم أنه بدعة ولا عيد عند المسلمين إلا عيد الأضحى وعيد الفطر.... ولكن لأنني نسيت تماما أن 21 مارس، يوم بداية فصل الربيع والورود والشمس الدافئة، هو كذلك عيد الأم.... ليس تجاهلا بعيد ست الحبايب حاشى لله، ولكن لأن في ذاكرتي أن أول مرة سمعت به، كان سنة 1975 عندما هاجر عمي لإيطاليا وبعث وزوجته الإيطالية هدية لجدتي رقية بمناسبة عيد الأم، وكان تاريخها أواخر شهر ماي وليس شهر مارس... وزاد ترسيخ هذا التاريخ كل سنة في ذاكرتي بعد هجرة أختي لفرنسا ...فكان ولازال يوم الأحد الأخير من شهر ماي تبارك لأمي عيدها... ويبارك أبناؤها عيد الجدة ربما كل أول يوم أحد من شهر مارس... فلهذا عندما وجدت تدوينات فايسبوكية تبارك وتحتفل بالأم...تذكرت أن هذه العادة الجميلة يحتفل بها العرب في شهر مارس ويوم بداية شهر الفرح و هي كذلك، الأم هي الفرح... فأعدت الاتصال بأمي مرارا إلى أن أجابتني.. فباركت لها اليوم.... وقالت بفرح (الله يبارك فيك أبنتي والله يرضي عليك)، وهي على عجلة من أمرها لأنها سمعت صوتا ينادي في الزقاق ...(القوق... القوق.. )قالت (سيري راه غايمشي عليا مول القوق...). فقطعت الاتصال ضاحكة... فهذه هي أمي كباقي الأمهات... فرحهن وسعادتهن في إدخال قوق السعادة لقلوبنا ... فمبروك العواشر لأمي الحبيبة ولجميع أمهات العالم...متى ظهر هلاله سواء شهر فبراير أو مارس أو أبريل أو ماي حسب اختلاف تواريخ الاحتفال به في العالم. عيد لم تعرفه ثقافتنا المغربية، كما هو عيد الحب، عيد رأس السنة... إلا بعد أن تطورت وسائل الأعلام من فضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي... وربما لم يكن انتشاره بالمغرب كما هو الأمر عند المشارقة من مصريين وسوريين ولبنانيين لوجود المسيحيين العرب، الذين لهم السبق في الاحتفال بهذه الأعياد يالعالم العربي. ولقد كان الفضل للسيدة الأمريكية أنا جارفيس التي طلبت من المسؤول عن ولاية فرجينيا بإصدار أوامره بإقامة أول احتفال ليوم الأم يوم 12 مايو 1907، وكان لها ذلك، لإعادة روابط التواصل والإهتمام بالأمهات. فأصبح عيدا أمريكيا قبل أن يشيع في العالم، والذي قد يكون مستوحى من احتفالات الونانيين منذ آلاف السنين بعبادة اليونان لكوبيلي، وعيد الرومان لهيلريا، واحتفال المسيحيين في أوروبا بيوم أحد الأمومة...