ما أجملها من كلمة "عيد الأم" هي قطعة انزلها الله تعالى على الأرض من كرمها وقدرها فهي أغلى واطهر واثمن شيء في حياة الإنسان وهي الأم، وعيد الأم هو احتفال في الأمّهات لتأثيرها على المجتمع الكبير، وعيد الأم يصادف يوم 21 مارس من كلّ سنة عند العرب، وتختلف تواريخ أعياد الأمّهات من بلد الى آخر . أصل عيد الأم كان أوّل ظهور لعيد الأم على يدِ أنا جارفيس التي قامت بعمل عيد الأم في سنة 1908 م إحياء لذكرى والدتها وأنشأت جمعيّة دوليّة ليوم الأم ، وطالبت الولايات المتّحدة بتثبيت هذا العيد والاعترافِ بهِ تقديراً للأم، وقد نجحت هذه الفكرة في تاريخ 1914 إلاّ أنّها قد لقيت معارضات كثيرة بالنسبة لعيد الأم في البداية، وقد قام باستخدام هذا العيد رئيس الولايات المتّحدة آنذاك إسمهُ وودرو ويلسون واعتبرها كعيد رسمي في الولايات المتّحدة، ومن ثمّ قامت بعض المدن بالاحتفال في هذا اليوم واصبح العالم كلّهُ يحتفل بهذا اليوم . عيد الأم يختلف من دولة إلى دولة، وبالنسبة للوطن العربي فإنّ عيد الأم في يوم 21 مارس وكان أوّل من فكّر فيها الصحفي علي أمين وهو مؤسّس جريدة الأخبار، وكانت قصّتها أنهُ أتت امرأة إليهِ وقد أخبرتهُ عن حياتها بعد أن توفّى زوجها وقد قامت بتربية ابنائها لوحدها وتعليمهم، وقد شعر علي أمين بروعة القصّة وقام بكتابتها وطرحَ فكرة أن يكون هناك عيد للأم تقديساً لها . عيد الأم في الإسلام إنّ الإسلام قد وضع عيدين فقط وهما عيد الفطر وعيد الأضحى، وأي عيد غير ذلك فهو غير موجود، وليس بمعنى أنّ الإسلام ضدّ عيد الأم، بل جعلها الإسلام عظيمة لدرجة مقارنة رضا الأم برضا الله عزّ وجل، وأنّ الجنّة تحت أقدام الأمّهات، فبهذا المعنى والتقديس للأم في الإسلام يدلّ أنّ الأم ليس لها فقط يوم في السنة بل كلّ الأوقات لها، والدليل على ذلك أنّ الإنسان يعيش ويموت من أجل أن يرضا الله عنهُ في الصلاة والعبادة وفي المعاملة مع الآخرين فعبادة الله في كلّ وقت، ومن هنا تبدأ فكرة أنّ الأم في الإسلام كلّ يوم وكلّ ساعة هي عيد بالنسبة لها وليس يوم واحد، فبالتالي فكرة عيد الأم غير مقبولة في الإسلام وهي تعتبر بدعة من البدع التي أوجدها الغرب واتّبعناهم كيف نتتبّع أناساً لا يعرفون ولا يقدّسون الأم كما قدّسها الإسلام إذ أنّها في إسلامنا وضعت في أعلى مراتب العبادة والجنّة لمن أطاعها، أيّ عقل يستوعبُ فكرة أنّ الأم لها يوم واحد !!!، إسأل نفسك هل أمّكَ تستحقّ أن تحتفل فيها ليوم واحد في السنة، بالنسبة لي إذا لم أجد أمّي تضحك وتبتسم وأشعر أنّها بخير وأنّها راضيَية عنّي لا أشعر باكتمال فرحتي، وعندما أجدها حزينة أو مريضة أشعر أنّ الدنيا بأكملها تخنقني، فوالله لا أخاف إلاّ من شيئين في هذه الحياة، أخاف أن أصحو ولا أجد أمّي وأطال الله بعمرها، وأخاف من يوم لقاء ربّي إذا كان راضِِ عنّي أو لا .