حل منذ قليل الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة إلياس العماري مرفوقا برئيسة المجلس الوطني فاطمة الزهراء المنصوري بمقر حزب العدالة والتنمية، وذلك في إطار مشاركته في الجولة التشاورية التي أطلقها رئيس الحكومة المكلف سعد الدين العثماني مع مختلف الأحزاب السياسية الممثلة في البرلمان. وتعد هذه هي المرة الأولى التي يحل فيها أمين عام لحزب الأصالة والمعاصرة بمقر حزب العدالة والتنمية منذ تأسيسه سنة 2008، حيث ظلت العلاقة بين الحزبين في توتر دائم وقطيعة تامة، إذ يتهم البيجيدي حزب البام بأنه رمز "التحكم" في المغرب. ومن جانبه، يقول حزب الأصالة والمعاصرة إن مشروعه السياسي ينبني على محاربة الإسلام السياسي وعلى رأسهم حزب العدالة والتنمية، الذي استطاع منذ 2011 أن ينتصر على البام في جميع الاستحقاقات الانتخابية الكبرى. وكان رئيس الحكومة السابق عبد الإله بنكيران قد رفض دعوة "البام" إلى التشاور في الجولة التي كان قد أطلقها بعد تكليفه من طرف الملك بتشكيل الحكومة، فيما يشدد البام في مواقفه الرسمية على أنه لن يشارك في حكومة يرأسها حزب العدالة والتنمية. وأمام تغير المعطيات الأخير والمتعلقة بإعفاء بنكيران وتكليف العثماني بتشكيل الحكومة من طرف الملك محمد السادس، بادر حزب الأصالة والمعاصرة عبر لسان زعيمه إلياس العماري إلى القول بأن المتغيرات الجديدة قد تدفع "البام" إلى تغيير موقفه من المشاركة. وفي الإطار ذاته، يسود انقسام بين أعضاء حزب العدالة والتنمية بشأن إشراك البام من عدمه في الحكومة المقبلة، فيما سارع القيادي بالحزب محمد يتيم إلى التأكيد في وقت سابق على أن لقاء العثماني مع زعيم البام هو لقاء تشاوري فقط وليس تفاوضيا.