على إثر خبر تعيين الملك محمد السّادس لسعد الدين العثماني رئيسا مكلفا بتشكيل الحكومة بدل رئيسها السابق عبد الإله بنكيران، تباينت ردود أفعال نشطاء موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، حيث انقسم المتلقون للخبر بين مرحب ومستبشر به، وبين رافض له، ومتشائم منه. وفي هذا السياق عبّر نشطاء عن فرحهم واستبشارهم بهذا التعيين كون "العثماني يمتاز بشخصية خاصة نادرة من داخل بيت المصباح"، يقول أحد نشطاء "فيسبوك": "العثماني يمتاز بالهدوء ويعتبر العقل الاستراتيجي داخل بيت البيجيدين رغم الاختلاف إلا أنه شخصية نادرة". وقال الآخر: "سعد الدين العثماني رجل فاضل بكل المقاييس رغم كل الاختلاف معه، ولكن فاه الأفعى تأبى سوى التهام كل ما حولها ولن يبقى لا سعد ولا غيره ما بقيت الأفعى شاغرة فاها"، على حد تعبيره. وشدد الناشط والصحافي عثمان جمعون، "على أهمية اجتماع المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، ليؤكد كأعلى مؤسسة داخلية على ضرورة عدم الرضوخ للاشتراطات التعجيزية وتشكيل الحكومة وفق التحالف السابق الذي يضم كلا من العدالة والتنمية والتقدم والاشتراكية والحركة الشعبية وحزب أخنوش" . وقال الناشط عبد الرحيم جديان، "منذ اندماج الإسلاميين في حزب عبد الكريم الخطيب وتحويله إلى العدالة والتنمية كان سعد الدين العثماني دائما رجل التوافقات والتوازنات السياسية الكبرى بين القصر والإسلاميين"، مشيرا أن "القصر باختياره العثماني اختار منطق رابح رابح في علاقته مع حزب العدالة والتنمية". وشدد المتحدث ذاته على كون "اختيار العثماني في هذه اللحظة السياسية الفارقة والدقيقة هو تعبير صريح عن نية القصر في تهدئة التشنجات والتوترات السياسية وتصفية الأجواء داخل النظام السياسي بين مختلف الأطراف، خاصة ذات المصالح الاقتصادية والسياسية النافذة والاشتغال وفق الطقوس المرعية ". وأوضح جديان في السياق ذاته، أنّ "القصر سيكسب رجل هادئ قليل الكلام يشتغل دون أن ينافس القصر على الحظوة الشعبية التي يحظى بها داخل النسق السياسي المغربي"، مضيفا في الوقت ذاته، "ومن جهة أخرى سيحافظ حزب العدالة والتنمية على تماسكه الداخلي وعلى قواعده المناصرة التي كانت ستنفرط عنه لو اختار القصر شخصية أخرى لا تحظى بالرضا والشعبية التنظيمية". من جهتها عبرت ناشطة "فيسبوكية" عن فرحتها بهذا التعيين، قائلة: "في الحكومة السابقة خرج مرفوع الرأس واليوم يعود لرئاستها مرفوع الرأس أيضا"، مضيفة "سعد الدين العثماني فخر ورمز من رموز حزب العدالة والتنمية الذي لا يختلف عنه إثنان في كونه من طينة خاصة واجتمعت فيه كل صفات رجل الدولة". من جهته تساءل أحد النشطاء، في سياق تعبيره عن "تشاؤمه" من هذا التعيين، "عن رهانات المجلس الوطني للعدالة والتنمية الذي ينتظر أن يلتئم غدا السبت للتداول في الإطار السياسي الذي ينبغي أن يحكم مشاورات تشكيل الحكومة بعد تعيين رئيس جديد هو سعد الدين العثماني"؟. وأردف ناشط آخر، تعليقا على تعيين سعد الدين العثماني رئيسا مكلفا بتشكيل الحكومة المغربية، أن "العدالة والتنمية قبلت بالانبطاح في سبيل البقاء في الكرسي".