قال محمد الغالي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض بمراكش، تعليقا على تعيين الملك لسعد الدين العثماني رئيسا جديدا للحكومة خلفا لعبد الإله بنكيران، إن العثماني لديه من المواصفات ما سيُمكنه من استيعاب جميع العراقيل التي عرفها مسار تشكيل الحكومة بقيادة بنكيران. واعتبر الغالي، في تصريح لجريدة "العمق"، أن "سعد الدين العثماني، إنسان متزن وهادئ وتوافقي، وغير صدامي عكس بنكيران المتصلب والصدامي"، مضيفا أن "رئيس الحكومة الجديد، لديه القدرة على امتصاص غضب الفرقاء الآخرين، وابتسامته العريضة والدائمة تكون جوابا لهجومات واستفزازات الآخرين". وأضاف المتحدث ذاته، أن العثماني الذي تقلد عدة مناصب مهمة داخل هياكل الحزب، وكان أيضا أمينا عاما للحزب، ونافس بنكيران على الأمانة العامة للبيجيدي، سيحقق العديد من الأشياء بقوته واندفاعه الناعمين. وأردف أن هناك عدة مواصفات مهنية في اختياره رئيسا للحكومة خلفا لبنكيران، لكونه له تجربة مهمة في العمل المؤسساتي الدستوري على مستوى الحكومة ومؤسسة البرلمان، مؤكدا أن هذه المرحلة تتطلب إنسانا هادئا كالعثماني. وأشار أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض، أن "اللحظة التي أتى فيها عبد الإله بنكيران على رأس الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية كانت لحظة صدامية، لذلك كان يستعمل أسلوبا صداميا، غير أن اللحظة الحالية ليست صدامية وتتطلب الهدوء". وتابع الغالي، أن "القصر وظف الفصلين 47 و42 بشكل ذكي وغير معلن، فمن جهة هناك حماية للاختيار الديمقراطي، حيث تم الحفاظ على الحزب الذي تصدر الانتخابات، ومن جهة أخرى لا يمكن انتظار بنكيران أن يشكل الحكومة إلى ما لا نهاية، وهو ما يفرض تعيين شخصية أخرى من حزب العدالة والتنمية لتولي المهمة". وأوضح، في السياق ذاته، أن الوقت الآن ليس في صالح حزب العدالة والتنمية، وأن على المجلس الوطني للحزب أن يستوعب هذه اللحظة، وأن يخرج بأقل الخسائر أو يبقي على مستواه بدون أي خسارة ويسجل نقطا جديدة، مضيفا بالمقابل إن استمر في التعنت وأنه سيخرج للمعارضة، فإن الملك سيعفي رئيس حكومة تصريف الأعمال وسيعين رئيس حكومة مستقل ريثما يتم الاستعداد للانتخابات". وحول بلاغ الديوان الملكي، أوضح الغالي، أن "البلاغ ليس فيه أي تجريح لبنكيران بل استعمل لغة إيجابية ولم يتطرق لا للإعفاء ولا للإقالة".