أثار ظهور رئيس الحكومة عبد الإله بن كيران باكيا على "قناة العربية" بسبب ما حدث في المدينةالمنورة من تفجير أودى بحياة عدة أشخاص، موجة من ردود الفعل المتباينة بين نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي المغاربة والعرب، حيث أشاد معظمهم بالحس المرهف لرئيس الحكومة فيما رأى في ذلك آخر تمييزا بين آلام المسلمين في العراقوسوريا وغيرها من مناطق التوتر عربيا وإسلاميا. وكان بن كيران قد أجهش، في اتصال مع قناة "العربية"، بالبكاء على ما حدث في المدينةالمنورة، واصفاً إياه بالعمل المجنون. وقال بنكيران: "كنت متردداً في التحدث إليكم لأن الكلمات تخونني في التعبير عن استيائي واستنكاري بكل عبارات الشجب لهذا العمل المجنون"، معبرا عن دهشته من استهداف المسلمين في شهر رمضان الكريم وفي الحرم النبوي الشريف قائلا: "مَنْ قاموا بهذا العمل أصابهم جنون جماعي، هم فئة ضالة فاقدة للصواب والعقل والمنطق والقلب والروح". واعتبر رافضون لبكاء بنكيران أن تصرفه انتقائي فقط لأن السعودية تدعم المغرب ماديا، مشيرين أنه لم يُظهر نفس ردة الفعل حينما قتل أزيد من 200 عراقي يوما واحد قبل حادث المدينة الذي خلف أربعة قتلى، حيث تساءل أحدهم "يعني الذين اشتشهدوا في سورياوالعراق وفي كل أنحاء بلاد المسلمين لم يستحقوا … أن يجهش بالبكاء عليهم … لا عتب عليك وإنما العتب على قناة العربية أن تضع نفسها في هذا الموقف المشين". وكتبت معلقة مغربية "تبكي على تفجير قد يصيب 10 أو 20 شخصا وقد أصبحوا شهداء، ولا تبكي خجلا أن جعلت بلادنا ومدينتنا مطرح لنفايات أوروبا"، فيما انتقدت بقية التعليقات عدم تفاعله مع الأحداث الأخرى التي عرفها ويعرفها العالمين العربي والإسلامي، حيث استعمل الكثير من المعلقين لغة السب والشتم، وهي ألفاظ تستنكف جريدة "العمق المغربي" عن إيرادها في هذه المادة. وفي مقابل ذلك، اعتبر معلقون آخرون أن انتقاد بكاء رئيس الحكومة لأنه فقط لم يبك على قتلى العراقوسوريا فيه انتقاص لمكانة وقدسية مدينة رسول الله، حيث علق أحدهم قائلا: "إننا نحترم هذا الشخص كثيرا ونحترم بكاءه .. نحن نعرف أنه لا يبكي على تفجير السعودية بل عن التفجير أمام قبر أطهر الناس إنه الرسول يا ناس وأنت تقول العراق"، وأضاف آخر: "نحترم بكاءه لأنه يبكي على انتهاك حرمة قبر أطهر الناس وأشرف الناس رسول المحبة والسلام محمد صلى الله عليه وسلم، فمن لم يتأثر قلبه بهول ما حصل فلا قلب له". واعتبر معلق ثالث أنه له ليس لأحد أن يحكم على النوايا إلا الله، قائلا :"تحية منا صادقة على مشاعره وتأثره لانتهاك حرمة وقدسية مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان"، فيما انتقد رابع استكثار البعض بكاء بنكيران على تفجير المدينة قائلا: "السيد بن كيران المسلم الحقيقي يبكي الدم بذل من الدموع لأن هذا المكان للمسلمين جميعا يجب علينا حمايته وبدون استثاء .. حسبي الله ونعمة الوكيل".