حذر مواطن مراكشي يقطن بمنزل آيل للسقوط بحي الحارة بمدينة مراكش، كل من والي جهة مراكشآسفي عبد الفتاح البجيوي وعمدة مدينة مراكش محمد العربي بلقايد، من أية كارثة إنسانية قد يسببها انهيار منزله، خاصة في ظل التقلبات الجوية الصعبة التي عاشها المغرب في الأسابيع الأخيرة. وأوضح المواطن المذكور في مجموعة شكايات وجهها إلى كل من ولاية الجهة والمجلس الجماعي للمدينة الحمراء، حصلت جريدة "العمق" على نسخ منها، بأنه يملك منزلا في درب حاحا بحي الحارة الذي يعد واحدا من أكثر الأحياء التي تضم منازلا آيلة للسقوط، تم تصنيفه منذ سنة 2014 منزلا مهددا بالانهيار، وأنه يشكل خطرا على الساكنة. وطالبت الشكايات المذكورة، مصالح الولاية والمجلس الجماعي بالتدخل العاجل قبل "وقوع أي مكروه لا قدر الله، لأن المنزل المذكور يتواجد في حي به ساكنة وحركية دائمة، الشيء الذي يهدد سلامة هؤلاء". وشدد مالك المنزل الذي تقطنه أسرتان، والمهدد بالانهيار في أي لحظة، على أنه قدم شكاياته للجهات الوصية من أجل إبراء الذمة، وعدم تحمل أي مسؤولية فيما قد يقع، دعيا في الوقت ذاته السلطات الوصية إلى إعلام الساكنة بالخطر من أجل تحمل مسؤوليتهم الجنائية في حالة حدوث مكروه على حد وصفه. ويشار إلى أن الحي المذكور، شهد قبل أشهر انهيار منزل أدى إلى تشريد خمس عائلات، اضطرت للمبيت في حديقة قرب باب دكالة، قبل أن تتدخل القوات العمومية لطردها، كما سبق لسكان الحي المذكور السنة الماضية تنظيم وقفة احتجاجية أمام ولاية جهة مراكشآسفي للمطالبة بإيجاد حل عاجل للحد من الأخطار التي تهدد حياتهم. في سياق متصل، كانت جريدة "العمق" سباقة للتحذير من كارثة أخرى تهدد حوالي 170 منزلا بحي أكيوض بمدينة مراكش، بعدما تسببت الأمطار خلال شهر دجنبر الماضي من إحداث انهيارات جزئية في أكثر من 10 منازل، تدخل ضمن البناء العشوائي، فيما حالت الألطاف الإلهية دون تسجيل خسائر بشرية. ورغم الوعود التي تلقاها سكان الحي المذكور من طرف المسؤولين المحليين في الولاية أو المجلس الجماعي ومجلس مقاطعة المنارة، مازالت الساكنة تنتظر تحركا يساهم في إنقاذها من هول عيشهم تحت تهديد انهيار منازلهم في أي وقت. وكانت لجنة تقنية من مقاطعة جليز التي تضم كل من حي الحارة وحي أكيوض ضمن حيزها الترابي، قد زارت المنازل التي تعرضت لانهيارات جزئية بحي أكيوض، حسب ما علمته جريدة "العمق" فقد أكدت اللجنة خطورة استمرار المنازل التي تمت معاينتها على حالها، كما رفعت تقريرها للجهات الوصية من أجل اتخاذ التدابير اللازمة. وأكد عدد من المتضررين في اتصال مع جريدة "العمق"، أن ساكنة الحي الذي يزيد عمره عن 24 سنة، تواصلوا واشتكوا عدة مرات للجهات الوصية، على مر السنوات السبع الماضية، وتلقوا وعودا بإيجاد حلول للحد من المشكل الذي يهدد حياة مئات من المواطنين، دون أن يتم تنزيل أي شيء على أرض الواقع. وأفاد شباب يقطنون بدرب الزمراني بحي أكيوض، أن المفاوضات مع أحد الولاة السابقين لجهة مراكش تانسيفت الحوز (كما كانت تسمى في التقسيم القديم)، فتح باب الحوار وعقد مع ممثلي الساكنة حوالي 20 لقاء توج بتصميم تهيئة جديدة وإطلاق الدراسة المالية للمشروع يحد من استمرار البناء العشوائي، غير أنه بعد تغيير الوالي توقف المشروع كاملا وبقي مجمدا في قسم التعمير بولاية الجهة إلى حدود اليوم. من جهة أخرى، اشتكى عدد من الساكنة عدم السماح لهم بإجراء بعض الإصلاحات، رغم أن "الترقيع لن ينفع بشيء ولن يرد الخطر الذي يهددهم"، على حد قول أحدهم، مؤكدين أن صعوبات كبيرة تواجه حصولهم على رخصة الإصلاح من طرف الجهات المعنية، التي يصل الأمر معها في كثير من الأحيان إلى الامتناع عن تسليم الرخص.