قال خوسيه أنطونيو بيريا أونسيتا، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة كومبلوتنس مدريد، إن تنصيب المجلس الأعلى لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة مبادرة من شأنها تعزيز ريادة المغرب والملك في إفريقيا. وأوضح بيريا أونسيتا، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن "مبادرة الملك، التي جاءت لتنضاف إلى مبادرات أخرى تم القيام بها في هذا المجال في السنوات الأخيرة، جعلت المغرب في مقدمة الدبلوماسية الدينية، وزادت من قوة ريادة المملكة وجلالة الملك في إفريقيا". وأشار بيريا أونسيتا إلى أن المغرب، الذي يحظى بوضع متميز في القارة الإفريقية في المجال الديني، يمكنه ممارسة هذه الدبلوماسية بفضل المكانة الدينية للملك محمد السادس كأمير للمؤمنين. وأبرز، في السياق ذاته، التجربة المغربية في مجال إدارة الشأن الديني إن على مستوى أماكن العبادة أو على مستوى التعليم الأصيل وتكوين الأئمة القائم على المذهب المالكي. وتابع من جهة أخرى، أن تنصيب المجلس الأعلى لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة يشكل مبادرة "تستحق ثناء المجتمع الدولي"، إذ أنها ستساهم في جهود محاربة التطرف عبر نشر القيم النبيلة للإسلام الحنيف السمح والوسطي. وأشار إلى أنه في سياق التهديد الإرهابي الذي يتربص بالعالم والذي يجد أصوله، على الخصوص، في التفسير الخاطئ لمبادئ الدين، فإن إحدى الركائز الأساسية لمكافحة هذا التهديد هو التعليم والتربية على التسامح، في احترام لتنوع المعتقدات والثقافات. وخلص بيريا أونسيتا إلى أنه "يتعين على كل دولة، في رأيي، المساهمة بحسب إمكاناتها، في مجال مكافحة الإرهاب. وهو ما يقوم به المغرب من خلال هذه المؤسسة"، مشددا على أن الجانب الديني يبقى "عاملا أساسيا لتجنب تطرف التنظيمات الإرهابية". وتعد مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، التي ترأس الملك محمد السادس، أول أمس الثلاثاء بجامع القرويين بفاس، حفل تنصيب أعضاء مجلسها الأعلى، هيئة تروم توحيد وتنسيق جهود العلماء المسلمين بالمغرب وباقي الدول الإفريقية، وذلك من أجل التعريف بقيم الإسلام السمحة وإشاعتها وتعزيزها.