يوما بعد يوم يتأكد أن داعش ومثيلاتها من التنظيمات المتطرفة، ليست إلا صنيعة الغرب و أمريكا، وأن عملياتها الارهابية لا تنفذ إلا تحت طلب الأجهزة الاستخباراتية للدول العظمى وفقا لأهداف يراد تحقيقها الآن وهنا. توقيت مقتل نحو 50 أمريكيا بملهى ليلي أمس الأحد وعلى بعد أسابيع من موعد إجراء الانتخابات الأمريكية، والدرجة العالية من الدقة في إصابة الهدف، ثم مكان الحادث بقلب فلوريدا، وببلد عبأ كل إمكانياته، غداة أحداث 11 شتنبر2001، لحفظ أمنه القومي، كل ذلك لا يمكن أن يحدث بمجرد الصدفة. تداعيات الحادث الارهابي من دون شك سوف تصب في غير مصلحة المسلمين والعرب داخل أمريكا، الحادث سيغدي بالدرجة الأولى الخطاب المتطرف لدونالد ترامب المرشح الرئاسي المثير للجدل، سيسهم هذا الاعتداء مجددا و بقوة في إذكاء نارالعنصرية ضد كل ما يمت بصلة إلى الاسلام، حتى في أوساط الأمريكين المسالمين، الذين لا ينظرون بعين الرضى لما يتوفه به ترامب ومناصروه العازفون معه على إيقاعات نفس المقطوعة الموغلة في العنصرية، نتائج الانتخابات بالتأكيد ستتجه لترجيح كفة ترامب ضدا على خطاب منافسته كلينتون التي لا تخفي انزعاجها من خطابه المبني على روح الحقد و الكراهية و العدوانية لكل ما له صلة بالاسلام و المسلمين. تبعات الاعتداء ستدفع إلى نقل فلسفة ترامب العنصرية من رفوف التنظير إلى التنزيل الميداني، سوف لن تتردد في تجفيف منابع هجرة العرب و المسلمين إلى الولاياتالمتحدة، تارة سن مساطر جديدة و وضع متارس للحؤول دون التحاق طلابهم بالجامعات الأمريكية، وتارة أخرى بخفض عدد المستفيدين من قرعة "الكرين كارد " في وجه مواطني الدول العربية و الاسلامية، بل قد تمتد إلى حبك سيناريوهات أبعد من أن يكشفه مخيالنا و هو ما سيكنشف في القادم من الأيام الشهور القادمة. المساعي المعلن عنها لمحاصرة تزايد عدد المسلمين بأمريكا و التي لم تعد مجرد مخططات سرية في أذهان النخبة الأمريكية المتصهينة، ستجد طريقها معبدة إلى التحقيق، عقب هذا الحادث الإجرامي المنسوب لتنظيم إرهابي نجهل من يقف وراءه و من يموله ومن يفرش له الورود و يوفر له الامكانات لبروزه بالولاياتالمتحدةالأمريكية في دور بطولي كما لو كان تنينا خرافيا يترنح برؤوسه السبعة .