صار بإمكان الجالية المسلمة في العاصمة الإيطالية روما، التنقل بكل سلاسة إلى مسجد روما الكبير لأداء صلواتهم خلال هذا الشهر الفضيل، وعلى الخصوص صلاة العشاء والتراويح، وذلك بعدما أعلنت وكالة المدينة للنقل العمومي (ATAC) عن قرارها المتعلق بتعزيز خط النقل الحضري الذي يربط شارع مسجد روما الكبير بباقي أنحاء المدينة بحافلات إضافية، مراعاة لخصوصية شهر رمضان، حسب ما أوردته مواقع تابعة للجالية المسلمة في إيطاليا. وعلى عكس تيارات الإسلاموفوبيا التي باتت تغزو نواحي متفرقة من أوروبا، والتي ازدادت حدتها مع هجمات باريس الإرهابية، شكل قرار الوكالة للنقل الحضري في روما، حالة استثناء تكاد تكون فريدة تجاه المسلمين، في إشارة دالة على الانتصار لقيم التسامح والتعايش على قيم الكراهية. وأضافت الوكالة في بلاغها، أن الخط الحضري رقم 230 الذي يمر بشارع المسجد سيشهد طيلة شهر رمضان ما بين الساعة السابعة والحادية عشرة والنصف مساء تكثيفا في الرحلات خدمة للزبناء المسلمين الذين يرغبون في أداء صلواتهم بالمسجد الكبير بروما. وبالنسبة لهذا القرار، فإنه ليس جديدا على الوكالة الإيطالية، بل إنها دأبت على هذه الإجراءات قبل خمس سنوات، وهو ما لقي ارتياحا واسعا في صفوف الجالية المسلمة في هذا البلد الأوروبي، خاصة وأن عدم توفر وسائل النقل بشكل كافي نظرا لتأخر توقيت صلاة العشاء كان يشكل عائقا للعديد منهم لأداء شعائرهم الدينية. يقع مسجد روما الكبير في شمال العاصمة الإيطالية، وبالضبط في منطقة "البريولي"، ويعتبر أكبر مسجد في أوروبا، مساحته تزيد على 30 ألف متر مربع، ويستوعب الآلاف من المصلّين، ويضم بداخله المركز الثقافي الإسلامي في إيطاليا، بالإضافة إلى أنه يعتبر مكان اجتماع ومرجعا في المجال الديني، كما أنه يقدم خدمات ثقافية واجتماعية. وقد استغرق بناؤه مدة تزيد عن 20 عاما، أما القطعة الأرضية التي أقيم عليها، فتعود إلى منحة كانت قد قدمتها بلدية مدينة روما في عام 1974، غير أن حجر الأساس وضع في وقت لاحق، في عام 1984، بينما افتتاحه يوم 21 يونيو 1995. يتكون المسجد من قسمين: في الحين الذي استعمل فيه الأول قاعة صلاة مستطيلة الشكل الضلع، فإن القسم الثاني، ضم بقية خدمات المركز، ومرافق الوضوء تحت قاعة الصّلاة. وهناك قناة مائية ممتدة على طول ضلع القسم الثاني وتصل هذه القناة بين بركتين من المياه إحداهما في الجهة الشمالية والأخرى في محور المركز. والمنارة تقع بين القسمين باتجاه جنوب غرب قاعة الصّلاة. الشكل العام يتبع الشكل التقليدي للمساجد، قاعة الصّلاة مغطاة بقبة مركزية ضخمة محاطة ب16 قبة صغيرة. كما لوحظ في التّصميم الداخلي استخدام المنحوتات لتشكيل القاعة الأساسية، وبالأخص أساليب الفن التقليدي المغاربي.