حذرت دراسة أمريكية نشرتها المجلة الطبية البريطانية، من أن تناول كمية كبيرة من البطاطا بكافة أشكالها؛ يزيد من احتمالية الإصابة بضغط الدم المرتفع. وأشارت الدراسة التي ترجمتها موقع "عربي21" اللندني، إلى أن المتعارف عليه بين الناس؛ أن تناول رقائق البطاطا غذاء صحي، ولكنها خلصت إلى أن "هذا الكلام غير صحيح". وقالت الدراسة التي نشرتها أيضا صحيفة "الغارديان" إن خبراء حذروا من أن تناول البطاطا لأربع مرات أسبوعيا، سواء كانت مهروسة، أو مقلية، أو مسلوقة؛ له أثار سلبية على صحتنا، وأكثر من ذلك يمكن أن يساهم بشكل كبير في حالات السكتات الدماغية والنوبات القلبية، التي تعد من أكبر عوامل الوفيات في بريطانيا، بالإضافة إلى كونه "يرفع نسبة السكر في الدم بعد تناول وجبة دسمة منه، وله علاقة بعمليات الأكسدة، والالتهابات". وتعد هذه الدراسة الأولى من نوعها التي صنفت البطاطا على أنها مصدر رئيس لمشكلة ارتفاع ضغط الدم، المعروف طبيا ب"ضغط الدم المرتفع". ووفقا للدراسة؛ فإن كلا الجنسين معرضان لذات التأثير من خطر تناول البطاطا، ولكنّ النساء معرضات له بشكل أكبر. ويقدم الباحثون نصيحة بالاستغناء عن البطاطا ما أمكن، واستبدال أغذية أخرى غير نشوية بها، وذلك في سبيل الحصول على طعام صحي. واعتمدت الدراسة على فحص أكثر من 187 ألف شخص من الرجال والنساء، في ثلاث دراسات كبيرة بالولايات المتحدة، وتمّت المقارنة بين صحة أولئك الذين تناولوا البطاطا لأربع مرات أو أكثر في الأسبوع، وآخرين فعلوا ذلك مرة واحدة فقط في الشهر، فوجد الباحثون أن خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم ظهر لدى المشاركين من الشريحة الأولى بشكل أكبر، أي الذين تناولوها لأربع مرات أو أكثر خلال أسبوع. من جانبها؛ قالت خبيرة التغذية في المعهد البريطاني للغذاء هيلينا جبسون مور، إن العديد من الأسئلة لم تتم الإجابة عنها في دراسة البطاطا، مثل: "لماذا نجد أن هناك فرقا بين نتائج رقائق البطاطا والبطاطا المقرمشة؟ وهل هناك أي من الروابط المتعلقة بالمكونات (مثل الدسم والملح) المضافة إلى البطاطا، عوضا عن البطاطا نفسها؟". وأضافت: "عموما؛ لا ينبغي أن تغير نتائج الدراسة المتعارف عليه في بريطانيا؛ من أن البطاطا تعد عاملا مفيدا لمستهلكي المواد الغذائية، كتلك التي تحتوي على الألياف وفيتامين سي". من جهتها؛ أيدت منظمة الصحة العامة في إنجلترا (PHE)، تصنيف البطاطا بوصفها عنصرا أساسيا في دليل "التغذية المثالية" الذي تدعمه الحكومة البريطانية كنظام غذائي مثالي تتبناه، وخصوصا أنها تحتوي على الألياف. وأكدت المنظمة، التي هي وكالة حكومية للاستشارات الغذائية، أنها لن تغير نصائح التغذية التي تقدمها للمواطنين بسبب تلك الدراسة. وقال رئيس منظمة علوم التغذية، لويس ليفي، إن دليل التغذية السليمة "أظهر أننا يجب أن نعتمد في تغذيتنا على الأطعمة النشوية، كالبطاطا التي يفضل تناولها بقشرتها لزيادة استهلاك الألياف". وأضاف ليفي أنه "بأي شكل طبختها أو تناولتها؛ فإن ذلك يمكن أن يزيد كمية الملح والدسم والسكر في غذائك". وقالت رئيسة علم الغذاء في منظمة القلب البريطانية، فيكتوريا تايلور، إن هذا النوع من الدراسات يمكنه فقط أن يظهر الرابط دون السبب والتأثير، "لذلك لا يمكننا أن نستنتج أن البطاطا تسبب ضغط الدم، ولا يمكننا شرح السبب الظاهر في الدراسة على الأشخاص الأكثر استهلاكا للبطاطا". وأضافت أنه "على الرغم من أن استهلاك البطاطا المرتفع، كالبطاطا المهروسة أو المقلية؛ يرتبط بارتفاع ضغط الدم، إلا أنه ما زال ممكنا وجود عوامل أخرى في الغذاء أو طبيعة الحياة؛ تؤثر على النتائج التي توصلت إليها الدراسة".