شهدت محطة سلا تابريكت زوال اليوم الثلاثاء احتجاجات مواطنين غاضبين من تأخر القطار نتيجة توقف غير معروف الأسباب، كما اعترض المحتجون مساء القطار القادم في الاتجاه الآخر، واحتلوا السكة الحديدية. وتناول ناشطون على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" الحادث على نطاق واسع، حيث أكد عبد الصمد الجرجيني في تدوينة له أن المسؤولين على القطار طلبوا من بعض المسافرين تغيير القطار وركوب آخر، مؤكدين أن هذا الإخبار لم يتم تعميمه على كل المقصورات، مما أثار عددا من المسافرين الذين تسبب الحادث في تأخرهم عن مصالحهم. وعلق الجرجيني قائلا "استغرب البعض انطلاق مشروع القطار فائق السرعة في حين أن هذه القطارات أصبحت كقطع من الخردة ومكتب السكك لا يبذل أي مجهود يذكر لصيانتها وتجديدها وضبط التوقيت المعلن عنه". ويشار إلى أن حركة القطارات تعرف تأخرات كثيرة تتجاوز في بعض الأحيان الساعة من زمن، بشكل خاص بالنسبة للخطوط الطويلة المسافة، مما يثير غضب المسافرين. وسبق للوزير المنتدب لدى وزير التجهيز والنقل المكلف بالنقل محمد نجيب بوليف أن أكد قبل أسبوعين في الجلسة الأسبوعية للأسئلة الشفهية بمجلس النواب، أن ظاهرة تأخر القطارات تمثل بين 20 و25 في المائة، مشددا أنها "غير مقبولة ولا يمكن تبريرها"، فيما أبرز أنها ستستمر لمدة سنة ونصف أخرى قبل أن تتمكن المصالح المعنية من التغلب عليها. وأرجع الوزير تأخر القطارات إلى ثلاثة عوامل أساسية، أولها أشغال تقوية البنيات التحتية من تثليت الخط الرابط بين الدارالبيضاء والقنيطرة لتمكين القطار الفائق السرعة من المرور في هذا الخط، وكذا تثنية خط مراكشسطات، مما يجبر على إيقاف قطار أو اثنين لتمر القطارات الأخرى. أما العامل الثاني حسب ما أفاده بوليف في جوابه على سؤال للمجموعة الكونفيدرالية للشغل في مجلس المستشارين خلال الجلسة الأسبوعية لمساءلة الحكومة اليوم الثلاثاء، هو ارتفاع عدد المسافرين المستعملين للقطارات في نهاية الأسبوع والعطل إلى أزيد من 140 ألف مسافر يوميا، وهي النسبة التي تفوق القدرة الاستعابية للقطارات المغربية. في السياق ذاته، أكد المتحدث أن أعمال الشغب من سرقة للأسلاك ورمي القطارات بالحجارة تساهم من جهتها بنسبة تصل إلى 10 في المائة في تأخر القطارات بالمغرب. وأكد الوزير أن السنة والنصف المتبقية لإنهاء الأوراش المهيكلة وأشغال الصيانة كافية للقضاء على ظاهرة تأخر القطارات، كما أشاد في الوقت ذاته بالمستوى الذي وصلته البنيات التحتية السككية، مستشهدا بتقرير أصدرته مؤسسة دافوس مؤخرا صنفت المغرب في الرتبة الأولى إفريقيا و55 عالميا.