سواء كنت تُسميها هواتف قلابة (ذات وجه قابل للقلب إلى الداخل مثل؛ الصدفة)، أو هواتف مميزة أو حارقات أو هواتف الأمهات..، فقد اشترت أمريكا 24 مليون هاتف “غبي” في العام الماضي، بزيادة مقدارها 1.7 مليون عن العام 2014، وفقاً لدراسة مؤخرة صدرت عن أبحاث شركة البيانات الدولية IDC. ونشرت شبكة “NBC” نيوز تقريراً جاء فيه أنه في الوقت الذي صدرت فيه تقارير عن شركة أبل بانخفاض مبيعات الأيفون لأول مرة في التاريخ، يبدو أن الهواتف “المفصولة عن الخدمة” تستعد للعودة مجدداً. وحسب الشبكة “فليس فقط جيسون بورني أو والتر وايت من يستخدم الأجهزة التي في متناول اليد (أو المتينة). فالمشاهير الذين يريدون إعادة التوصيل –وغيرهم ممن تعرضوا للاختراق- معجبون جداً بالأجهزة “المتخلفة”. ريهانا، وسكارليت جونسون، وإيجي بوب شوهدوا جميعاً يمسكون هواتف قلابة، كما ان عالم الموضة كاد ينفجر عندما قامت آنا وينتور بلا مبالاة بفتح هاتفها القديم القلاب في الافتتاح الأمريكي عام 2014.” إغراء الهاتف الرجعي واضح إذا كان الآيفون هو صخرة التقنيات الحديثة، فإن الهاتف القلاب هو الحصاة الملساء التي تناسب يدك؛ فهو أسهل كثيراً للتحدث، ويحتفظ بشحنه لأيام عديدة، ويكلف جزءاً بسيطاً مما يمكن أن تدفعه لقاء هاتف ذكي. كما لا حاجة أن تقلق عند استخدام الهاتف القلاب من الاختراق، وإذا سقط من يدك فعلى الأغلب سوف تتأذى قدمك أكثر من الهاتف نفسه، فضلاً عن أن الشاشة الصغيرة ستكون بمثابة مرشح للخصوصية، مما سيحل معضلة “العيون الكحيلة” التي تسترق النظر إلى رسائلك في المترو أو الباص. ماكسيم تشانسون، الذي يملك موقع “ليكي” المتخصص ببيع الهواتف النقالة القديمة للزبائن الراقية قال: “لقد مل الناس من امتلاك نفس الهاتف الذكي الذي يمتلكه الجميع”، مضيفاً “البعض اكتفوا من الاتصال الفائق للقرن ال 21 ويبحثون عن هاتف يعطيهم مساحة أكبر لحياتهم الخاصة، بدون التعرض المستمر للمقاطعة”. وأظهر تقرير صدر مؤخراً مدى تمسك أمريكا بإدمانها على الهواتف الذكية؛ إذ يتفقد الشخص هاتفه أو هاتفها بما معدله مرة كل 6 دقائق ونصف، كما أن نسبة 50% كاملة من المراهقين قالوا بأنهم مدمنين على هواتفهم النقالة. في حين اشتكى بعض الناس من “قلق الرنة”، وهي حالة يتوهم بها المستخدم بأن هاتفه يرن، ويتفقده حتى لو لم يرن أو يعطي تنبيهاً. وبرغم العلاقة الغرامية التي تعيشها أمريكا مع الهواتف المتخلفة، فهي ليست مستعدة تماماً لوضع عدم الاتصال. وفي هذا السياق قال تومي أهونين، محلل صناعة الهواتف متحدثاً لشبكة أخبار “إن بي سي”: “صناعة الهواتف الغبية في عقدها الأخير”، مضيفاً “مجال الصناعة متفق بأن الهاتف الذكي سيحل محل الهاتف الغبي في السوق، تماماً كما حل مشغل الأقراص “الدي في دي” محل مشغلات أشرطة الفيديو، لكنها ليست مثل أجهزة الحاسوب الشخصية؛ حيث لم تنه الأجهزة اللوحية والحواسيب المحمولة عهد أجهزة الكمبيوتر المكتبية بعد”. كما أكد أنتوني سكارسيلا مدير أبحاث شركة البيانات الدولية أن “الهواتف الذكية وحزم البيانات أصبحت أقل ثمناً خلال العامين الماضييين”، متابعاً “في الولاياتالمتحدة، توقعاتنا تشير إلى تراجع ثابت للهواتف ذوات الميزة حتى العام 2020”. من جانبه قال أهونين، الهواتف المتخلفة تأخذ مجدها في هذا الوقت، “ما زالت الآلة التقنية ذات المركز الثاني في المبيعات بعد الهواتف الذكية وتتقدم كثيراً على الحواسيب الشخصية وأجهزة الألعاب وشاشات التلفاز حول العالم”.