يشهد العالم، غدا الإثنين، ظاهرة فلكية نادرة تحدث ما بين 13 إلى 14 مرة في القرن، حيث سيعبر كوكب عطارد قرص الشمس في خط مستقيم بينه وبين كوكب الأرض والشمس. وسيكون المغرب على موعد مع مشاهدة الظاهرة بالكامل، حيث يوجد ضمن المناطق التي سيظهر فيها مرور عطارد بين الأرض والشمس إذا لم تحجب السحب الشمس، إضافة إلى مناطق شرق أمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية وغرب أوروبا وأفريقيا. عبد الحفيظ باني، رئيس جمعية الرباط لعلم الفلك، قال في تصريح لجريدة "العمق المغربي"، إن مشاهدة الظاهرة في المغرب غدا الإثنين، ستنطلق في الساعة 12:12 زوالا، وستستمر إلى غاية 19:42 مساء. وأوضح باني، أن مشاهدة الظاهرة الفلكية النادرة ستستمر لأزيد من 7 ساعات ونصف بالمغرب، مشيرا إلى أن عطارد هو أقرب كوكب من الشمس والأصغر في المجموعة الشمسية، مما يجعل مروره أمام قرص الشمس يستمر لساعات. وأضاف المتحدث، أن جمعية الرباط لعلم الفلك، ستغطي الظاهرة عبر وضع ثلاث "تيليسكوبات" أمام عموم المواطنين بساحة صومعة حسان بالرباط، لمشاهدة الظاهرة التي تحدث من 13 إلى 14 مرة في القرن. وتابع قوله "كوكب عطارد صغير للغاية بحيث يصعب رؤيته دون مجهر أو تلسكوب، وقد زودنا "التليسكوبات" بأجهزة حماية للعين حتى يتمكن المواطنون من مشاهدة الظاهرة بدون مخاطر". وستقوم الجمعية الفلكية بعملية إسقاط صورة الشمس وعطارد لتبيان الظاهرة بشكل أوضح غدا الإثنين، حسب المتحدث ذاته. وأشار إلى أن المغرب أكثر دولة عربية معنية بالظاهرة، نظرا لطول مدة استمرار مشاهدتها من المغرب من 12:13 إلى 19:42، وهو ما يجعل مشاهدة الظاهرة الفلكية يتم بشكل كامل من المغرب إضافة إلى موريتانيا والغرب الجزائري، فيما باقي الدول العربية لن يتمكنوا من مشاهدتها كاملة بسبب غروب الشمس. عبد الحفيظ باني، شدد في تصريحه ل"العمق المغربي"، على أن الهدف من مراقبة الظاهرة، هو تقريب الظواهر العلمية من المواطنين، ومنحهم تفسيرات علمية لدحض كل التأويلات الخرافية، وفق تعبيره. إلى ذلك، أعلنت إدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا)، ومنظمات أخرى لعلم الفلك، أنها ستبث لقطات الظاهرة في بث مباشر مع توفير تعليق من خبراء، موضحة أن عطارد سيمر بسرعة 48 كيلومترا في الثانية، ليستغرق عبوره أمام الشمس التي يبلغ قطرها نحو 1.39 مليون كيلومتر، سبع ساعات ونصف الساعة. وكان آخر عبور لكوكب عطارد عام 2006، وسيعبر ثانية بين الشمس والأرض في عام 2019، ولن يتكرر الحدث بعد ذلك قبل عام 2032.