أعلن رئيس حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي استعداد حركته للفصل بين العمل السياسي والدعوي، والتحول من حركة دعوية إلى حزب سياسي، مع ترك العمل الدعوي للمجتمع المدني، فيما يشبه الاقتداء بالنموذج المغربي المتمثل في علاقة حركة التوحيد والإصلاح بحزب العدالة والتنمية. وقال الغنوشي في تصريح صحفي على هامش تنظيم الحركة لمجلس شورها السادس والأربعين بمدينة الحمامات التونسية، أن الحزب "سيتفرغ للعمل السياسي، وسيتخصص في الإصلاح انطلاقاً من الدولة، ويترك بقية المجالات للمجتمع المدني ليعالجها، ويتعامل معها من خلال جمعياته ومنظومة الجمعيات المستقلة عن الأحزاب بما في ذلك النهضة". وأعلنت الحركة ذات المرجعية الإسلامية، عزمها تنيظم مؤتمرها الوطني العاشر يومي 19 و20ماي الجاري، معتبرة أنه سيكون "فرصة في التعرف على رؤية الحركة وطرح القضايا الهامة والخاصة بالبلاد التونسية للسنوات القادمة من بينها التنمية والأمن والحقوق والحريات وغيرها من المواضيع الهامة". وأضافت في بلاغ لها حصلت جريدة "العمق المغربي" على نسخة منه، أن هذا المؤتمر يعتبر "فضاء لتبادل الآراء مع قيادات الحزب حول الأوضاع الراهنة وذلك من خلال وضع خطط لمعالجة القضايا الدولية والإقليمية الهامة". إلى ذلك، أفاد مصدر مقرب من قيادة حركة النهضة لجريدة "العمق المغربي"، أن النقاش داخل صفوف الحزب يتجه في نحو اختيار الفصل بين السياسي والدعوي، وترك المهام الدعوية لفعاليات المجتمع ومن يختار العمل في هذا المجال من مناضلي النهضة. كما يتجه النقاش، حسب المصدر ذاته، إلى إعادة توصيف هوية الحزب ليكون حزبا وطنيا يتسع لكل الوطنين التونسيين، غير أنه يبقى السؤال الكبير في نقاشات أعضاء الحركة المذكورة "هل سيترشح راشد الغنوشي ويتم انتخابه لولاية جديدة في قيادة الحزب، أم أن المؤتمر سيفرز قائدا جديد". هذا، ولم تقدم الحركة الذي بدت كأنها تسير على نفس مسار حركة التوحيد والإصلاح المغربية التي اختارت منذ سنوات طويلة الفصل بين الدعوي والسياسي وترك مسافة واستقلالية بينها وبين حزب العدالة والتنمية الذي يقود الحكومة، (لم تقدم) أي توضيحات حول تصوراتها التفصيلية في هذا التحول "التاريخي".