تعيش إحدى ساحات منطقة بني مكادة، منذ بداية الأسبوع، احتجاجات قوية من طرف باعة متجولين اعتبروا أن السلطة المحلية أقصتهم من الاستفادة من محلات تجارية بسوق القرب الجديد الذي دشنه الملك. وتطورت الاحتجاجات بشكل سريع، حيث حاول بعض المحتجين إضرام النار في أنفسهم، قبل تدخل مجوعة من زملائهم، في حين واصل آخرون الاحتجاج وقنينات البنزين في أيديهم، تعبيرا عن رفضهم ل"الحكرة" على حد وصفهم. واختار محتجون آخرون الدخول في إضراب عن الطعام للتعبير عن موقفهم، فيما استقدم بعض "الفراش" أفرادا من أسرهم التي يعيلونها تعبيرا عن الأزمة الاجتماعية التي خلفها "إقصاؤهم". وتطورت الأمور بسرعة من احتجاج إلى اعتصام بالمكان المذكور، شارك فيه العشرات من الباعة المتجولين، وهي الخطوة التي طوقتها عناصر القوات المساعدة قبل القيام بمنعها وتفريق المشاركين فيها بالقوة ليلا. وكانت المشكلة قد بدأت باتخاذ سلطات طنجة قرارا بمنع افتراش شارع مولاي سليمان وتحريره من الباعة المتجولين بشكل نهائي، من منطلق أن كل "الفراشة" المحصيين قد استفادوا من تعويض في سوق القرب. لكن هذه الخطوة دفعت الكثيرين للاحتجاج قائلين إن الإحصاء لم يشملهم، في حين شمل أشخاصا لم يمارسوا يوما التجارة ببني مكادة. الصورة: أرشيفية طنجة - عبد الرحمن الشمالي